فلسطين أون لاين

بصدورهم العارية.. المقدسيون ينتفضون في وجه الاحتلال رفضًا لجرائمه العنصرية

...
المقدسيون ينتفضون في وجه جرائم الاحتلال
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

من جديد تشتعل المواجهات بين الشباب الثائر الذي يتسلح بقوّة الإيمان والثبات، وقوات الاحتلال الإسرائيلي المدججة بأعتى أنواع الأسلحة في أحياء مدينة القدس المحتلة، ولا سيما المُحيطة بالمسجد الأقصى المبارك.

تزامن اشتداد المواجهات مع الهجمة المسعورة التي تشنها قوات الاحتلال والمستوطنون على مخيم شعفاط، عقب العملية البطولية التي نفذها أحد شبانه من جهة، والهجمة الشرسة ضد المسجد الأقصى، ومحاولة فرض الأمر الواقع والتقسيم الزماني والمكاني فيه، وهو ما يرفضه الفلسطينيون مُطلقاً.

وخلال الأيام الماضية شهدت عدّة أحياء في القدس مواجهات عنيفة أدت إلى إصابة عشرات المواطنين في الشيخ جراح والعيساوية وسلوان والطور.

هجمة الاحتلال

يؤكد عضو لجنة الدفاع عن حي سلوان بالقدس فخري أبو دياب، أن المدينة وأحياءها تشهد توتراً شديداً ومواجهات شبه يومية في المرحلة الراهنة، بفعل استمرار هجمة الاحتلال على الفلسطينيين عامة، ومخيم شعفاط خاصة، بحثاً عن منفذ العملية التي وقعت مساء السبت قبل الماضي.

وأوضح أبو دياب لصحيفة "فلسطين" أن اتساع رقعة المواجهات من الشبان جاء بهدف تخفيف الضغط عن مخيم شعفاط، ورسالة تضامن معهم.

وقال: "أهل القدس يدركون أن الحقوق تنتزع بالقوة في ظل عدم وجود أفق سياسي، خاصة في ظل اتساع هجمات الاحتلال ومستوطنيه، فقد أصبحوا لا يعطون بالاً للإجراءات الإسرائيلية".

وعد استنفار الشبان وتصديهم للاحتلال "رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة الصمود والتحدي"، مشيداً بالحاضنة الشعبية الداعمة للمقاومة.

وشدد على أن "هذه المواجهات لها انعكاسات كبيرة على الاحتلال، فقد استطاعت إفشال الكثير من مخططات الاحتلال، مثل: التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، وفرض وقائع جديدة في القدس". 

وبحسب أبو دياب فإن الفلسطينيين يمتلكون معنويات كبيرة تواجه الاحتلال، في حين أن الأخير لا يملك النفس الكبير لذلك، الأمر الذي دفعه لفك حصاره عن شعفاط، رغم وجوده العسكري والأمني.

وبيّن أن الشبان يواجهون دولة ذات إمكانات وترسانة عسكرية بصدورهم العارية، وبما يملكونه من أدوات بسيطة وحجارة وصمود وثبات، استطاعوا خلالها عمل توازن رعب معه.

وشهد حي الشيخ جراح المقدسي أياماً عصيبة على مدار الأسبوع الماضي، نتيجة اعتداءات المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال، كما يقول عضو لجنة الحي هشام بدر.

وبيّن بدر لصحيفة "فلسطين"، أن مئات المستوطنين اقتحموا الحي، بحماية من شرطة الاحتلال خلال الاعتداءات على المواطنين ورشقهم وبيوتهم بالحجارة، وتكسير نوافذ بعض البيوت، إضافة إلى اعتقال العشرات، عاداً ذلك ضمن سياسة "العقاب الجماعي".

وأوضح أن أهالي الحي لا يملكون أسلحة ولا قنابل، إنما يمتلكون الصمود والصبر والثبات على الأرض، حيث تصدوا لهم بصدورهم العارية، ودافعوا بكل ما يملكون من وسائل بدائية. 

وتوقع بدر أن تستمر هجمات الاحتلال والمواجهات خلال المرحلة القادمة، بفعل استمرار الهجمة المسعورة ضد المقدسيين، ولا سيّما أهالي حي الشيخ جراح. 

زيادة التحدي

من جهته، يؤكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، أن مدينة القدس تعيش حالة من الترقب والتوتر، يغذيها ما يجري في الأقصى من اقتحامات وتدنيس ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني، والهجمة على مخيم شعفاط وغيره من الأحياء المقدسية.

وأوضح الهدمي لصحيفة "فلسطين" أن هذه الممارسات زادت حالة التحدي من المواطنين ضد الاحتلال، مشيرًا إلى أن غالبية التوتر تحدث في حي الشيخ جراح ومنطقة باب العامود، بسبب توجه الاحتلال للاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية.

وقال: "كلما تعرض المستوطنون للاعتداء من أهالي الضفة والقدس يتوجهون للشيخ جراح، لارتكاب جرائم ضد سكانه"، لافتًا إلى أن "باب العامود" أصبح أيقونة وطنية تعبر عن الهوية الفلسطينية، بفعل زيادة الصراع فيها.

وأضاف أن "المستوطنين يجدون هذا المكان الأنسب لفرض الهوية الإسرائيلية ورفع العلم الإسرائيلي، لذلك يستفزون الشبان الموجودين فيه".

وشدد الهدمي على أن "كل ما يجري تعبير عن حالة تعيشها المدينة، وتنامت نتيجة ما يجري في الضفة والقدس والأقصى، وأطماع الاحتلال بفرض سيطرته الكاملة".