فلسطين أون لاين

مشعل: القائد الطحلة تخلى عن الدنيا من أجل رسالة ومشروع وقضية

...

أكد خالد مشعل رئيس حركة "حماس" في الخارج، أن "الحديث عن الشهيد القسامي القائد جمعة الطحلة ذو شجون، لأنه رحمه الله تفوق في كثير من الجوانب والمجالات، فقد عايشته عن كثب، فضلاً عما سمعته، وما ترك من آثار وبصمات عليه رحمة الله".

وأضاف مشعل خلال مشاركته في حفل تأبين نظمته كتائب القسام في مدينة غزة، أن "الشهيد القائد الطحلة رغم انشغاله على مدار الساعة في العمل الجهادي المقاوم، لكنه لم يكن غائبا في فعل الحياة الناجح المؤثر، حتى في بعدها المادي، فهو مهندس عمل في دول الخليج العربي، وأحواله المادية ممتازة، لكنه ترك كل ذلك في سبيل الله، وهاجر إلى طريق الجهاد".

وأشار مشعل أن "الشهيد القائد الطحلة تخلى عن الدنيا من أجل رسالة ومشروع وقضية، وما أعظمها من قضية، فهي تحرير فلسطين، واستعادة القدس والأقصى، والتخلص من العدو الصهيوني، وحماية الأمة من مشروعه السرطاني، ولذلك فقد كان رجلا مضحيا انتقل بإرادته الى الموقع الجهادي المتقدم الذي يخدم فيه دينه وشعبه ووطنه وقضيته، ويعلم تكاليف وأعباء ذلك".

وأوضح مشعل أن "الشهيد القائد الطحلة رجل سخر عقله وقدراته المميزة في خدمة مشروع المقاومة عبر التصنيع والتطوير، وكم التقيت به، وزرته في موقعه وورشته التسلحية حين كنا في سوريا، فكان الملمّ بكل تفاصيل العمل، الساعي للمزيد من التطوير، ولم تكن هناك سقوف في ذهنه لما يمكن أن نصل إليه، وركز كل تفكيره في كيفية خدمة مشروع المقاومة في الداخل، وقاد فريقه بكفاءة إدارية وفنية وقيادية، وبالفعل ترك بصمة كبيرة".

ووصف مشعل "القائد الشهيد الطحلة بأن خلقه العظيم، ودماثته، وطيبته، جعلته محبوباً من إخوانه أينما حلّ وارتحل، وهذا شأن العظماء، أكفاء لكنهم متواضعون، لديهم القدرة القيادية والفنية، لكنهم بسيطون مع إخوانهم، يبحثون عن الأسهل والأيسر، ويدخلون للعقول والقلوب بسلاسة".

وقال مشعل إنني "كلما أستذكر حياة ومسيرة الشهيد القائد الطحلة أستذكر قول النبي "كلما سمع هيعةً طار إليها"، فقد تنقل شهيدنا في العديد من مواقع الجغرافيا، لكن بوصلته بقيت واضحة نحو المقاومة وتطويرها، ونيل الشهادة التي سعى إليها، حيث اتنقل من بلد لآخر تاركاً أهله وأحبابه من خلفه، لأن لديه هدف يسعى إليه".

وختم مشعل تأبينه للشهيد الطحلة بقوله أن "محطته الأخيرة كانت في ارتحاله إلى غزة العزة، قلعة الجهاد والمقاومة، فعاش مع إخوانه، من أجل التطوير والتصنيع، وأدى رسالته، والله كافأه بهذه الشهادة العظيمة، لأن من رحمة الله ولطفه بعباده أن ينظر بحياتهم وأحوالهم، ثم يختم لهم بخاتمة تليق بما علمه من قلبهم وصدقهم وإخلاصهم، وما ثبتوه في حياتهم من عمل وجهاد وعطاء.. رحم الله شهيدنا، وأسأل الله أن يتقبله، ويجعل بركته في زوجته وأبنائه وذريته من بعده، وفي تلاميذه وإخوانه في مشروع الجهاد والمقاومة، وكتائب القسام وحركتنا المباركة".

المصدر / فلسطين أون لاين