فلسطين أون لاين

تقرير مهندسون يبتكرون ذراعًا اصطناعية ثنائية الاستخدام

...
غزة/ هدى الدلو:

تلك الصداقة التي ثبتت أوتادها بين أربعتهم جعلتهم على قناعة تامة بضرورة انتهاء المرحلة الجامعية ببصمة تترك أثرًا في المجتمع، فاختاروا ابتكار ذراع آلية تساعد ذوي الإعاقة الحركية للأطراف العلوية.

طارق عبد الرحمن المزعنن، وأحمد طلعت محيسن، وعمار نائل صيام، وأحمد غسان الأغا من خريجي هندسة الميكاترونكس من كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الأزهر غزة.

يتحدث المزعنن لصحيفة "فلسطين" بأنه كانت لديهم رغبة كبيرة في اختيار فكرة مشروع فريدة من نوعها ومتميزة بحيث لا تكون متكررة وتختلف عن المشاريع التقليدية التي اعتاد الطلبة الاختصاص تنفيذها لمجرد الانتهاء من هذا المساق.

يقول: "ناقشنا العديد من الأفكار التي تصلح لتحويلها إلى مشاريع، ومن ثم عرضناها على المشرف الخاص الذي اقترح علينا فكرة أخرى تختص بعمل مشروع يخدم ذوي الإعاقة، فأعددنا جلسة العصف الذهني مرة أخرى لنخرج بأفكار جديدة يمكن أن تفيد تلك الفئة".

وبعد رحلة طويلة من التفكير اتفقوا على فكرة تصميم وإنشاء "ذراع اصطناعية"، يستفيد منها ذوو الإعاقة الحركية في الأطراف العلوية، حيث تشير معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بأن 3.5% من ذوي الإعاقة في قطاع غزة يعانون صعوبة في استخدام الأيدي.

ورغم حماسهم للفكرة فإن إدراكهم إمكانيات السوق التكنولوجي في غزة كاد أن يعصف بالمشروع، خشية الوقوف في منتصف الطريق وعدم القدرة على إكماله، وذلك لحاجته إلى إمكانيات وأدوات إلكترونية مفقودة في السوق المحلي، كما يقول زميله صيام.

ويضيف: "بعد عدة لقاءات ونقاشات اتفقنا على المضي قُدمًا وبذل الجهد لأجل إنجاز المشروع. وضعنا خطة عمل من ثلاث مراحل، تضمّنت الأولى تصميم الطرف الصناعي باستخدام برامج التصميم الهندسية، وطباعته باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد".

ويشير إلى أن المرحلة الثانية اعتمدت على شراء وتجهيز القطع الإلكترونية اللازمة للمشروع، وكانت هذه عقبة كبرى أمام نجاح المشروع بسبب ندرة بعضها وعدم توفرها، خاصة المجسات الإلكترونية من نوع (EMG)، والذي تكمن مهمته في استشعار الإشارات الكهربائية الصادرة من الدماغ إلى الطرف المبتور، ويحول هذه الإشارات إلى أوامر للطرف الصناعي المتحرك.

مشروع بوجهين

في حين يلفت زميله الأغا إلى أن عدم توفُّر هذا النوع من المجسات اضطرهم إلى تحويل المشروع من طرف صناعي إلى يد آلية يُتحكم بها بالإيماءات اللاسلكية، فانقسم المشروع إلى قسمين؛ الأول هو اليد الآلية (الطرف الصناعي)، والقسم الثاني هو قفاز التحكم الذي صمّموه بسبب عدم توفُّر المجس، حيث يرتدي المستخدم قفاز التحكُّم الذي ينقل حركات أصابعه لاسلكيًا إلى اليد الآلية التي تكرر بدورها هذه الحركات.

ويذكر أن لهذا التطبيق استخدامات متعددة؛ أهمها: التحكم عن بُعد بالأجسام والأشياء الموجودة في الأماكن الخطرة للحفاظ على حياة الإنسان.

ويبيّن أنه إذا توفّر المستشعر (EMG) نستبدله بقفاز التحكم بكل سهولة، وتُستخدم اليد الآلية كطرف صناعي عملي، وبالتالي أصبح المشروع ذا وجهين، الأول هو اليد الآلية التي يُتحكم بها بواسطة الإيماءات اللاسلكية، أما الوجه الثاني فهو الطرف الصناعي إذا توفّر المستشعر المطلوب.

التشغيل والتجريب

أما المرحلة الأخيرة من المشروع فاقتصرت على تجميع وتركيب الطرف الصناعي وتشغيله، كما يبين محيسن.

ويؤكد أنهم عملوا عملًا مشتركًا ومتوازيًا لتحقيق الهدف، ويطمحوا للعمل على تطوير المشروع من حيث الجماليات والاكسسوارات حتى يجدوا له الأرضية المناسبة للمنافسة في الأسواق بتكلفة بسيطة، آملًا وزملاؤه من المؤسسات والجهات المعنية توفير الدعم والحاضنة لإنجاح المشروع والعمل على تطويره، خاصة أنهم يحلمون باستكمال دراسات عليا في مجال هندسة الأطراف الصناعية.

المصدر / فلسطين أون لاين