ماذا يريد نتنياهو وإيليت شاكيد؟ بينما يقول يائير لبيد إن الاتفاق مع لبنان يُعدُّ اتفاقا تاريخيا، يحفظ أمن دولته، ويضخ أموالا جديدة في موازنة الدولة، يزعم نتنياهو أن الاتفاق استسلام تاريخي لحزب الله، وأن معادلة جديدة فرضها حزب الله (تهديد مقابل استسلام).
هذا الزعم كاذب، ويقوم على مناورة انتخابية، أو هو يقوم على موقف أيديولوجي يميني متطرف، يريد كل شيء، ولا يعطي الآخر شيئا.
سواء أكان موقف نتنياهو موقفا أيديولوجيا، أو موقفا مناورا، ففي كلتا الحالتين نحن أمام قيادات إسرائيلية خطيرة، لا يمكن أن تعطي الحقوق لأحد. لبنان الذي يملك أوراقا جيدة في مواجهة دولة العدو يصل لحقوقه البحرية والغازية بكل صعوبة، وتحت غطاء من حزب الله بقصف كاريش. فكيف للفلسطيني أن يصل لبعض حقوقه وقد دمر أوراق القوة التي بين يديه، ودخل المفاوضات مستسلما لكرم عدو، ليس له في تاريخ الكرم مثقال ذرة؟!
بينما يحرّض نتنياهو ضد الاتفاق يتصل بايدن (بعون ولبيد) ليهنئهما بغرض دعم الاتفاق، وسحب البساط من تحت نتنياهو. ومن المعلوم أن البيت الأبيض لا يود رؤية نتنياهو ثانية في رئاسة الحكومة، حتى وإن زعم البيت الأبيض الحياد في الانتخابات الإسرائيلية.
لقد أدار لبنان مفاوضات الحدود بوساطة أمريكا، ولم يسمح لها أن تتحول لمفاوضات سياسية، ووقف لبنان عند اتفاق الهدنة ١٩٤٩م، وهذا موقف جيد وحصيف للقيادة اللبنانية، وهو درس يجب أن يقف عنده الفلسطيني والعربي أيضا. كن صاحب أوراق من القوة تكن كاسبا رابحا.