فلسطين أون لاين

​من مناطق "C" انتهى حلم الدولة

كان من المفترض أن تكون مناطق "C" حسب اتفاق "أوسلو" لمدة خمس سنوات؛ ومن ثم بعدها تقام فوقها الدولة الفلسطينية، لكن وحتى الآن وبعد أكثر من 23 سنة لم تقام الدولة الفلسطينية، وأقيم مكانها دولة المستوطنين.

من أراد أن يتحرر اقتصاديا عليه أن يتحرر وطنيا أولا، فالاحتلال أصل كل البلاء والشرور التي تحل بالشعب الفلسطيني، ولا بد من إزالة الاحتلال إن أردنا أن ننهض ونبني اقتصادا قويا؛ وهل سمعتم يوما أن شعبا نهض وتطور في أي مجال؛ وهو تحت الاحتلال؟!

مناطق "C" هي غالبية أراضي الضفة الغربية، وهي الرئة التي تتنفس منها الضفة، وهي ذات الموارد الخصبة التي من دونها لا يمكن إقامة دولة فلسطينية ذات امتداد طبيعي وموارد كثيرة لا تنضب.

من أكثر المناطق في الضفة الغربية؛ التي تتعرض للاستنزاف والخسائر الاقتصادية هي مناطق"C" حسب اتفاقية "أوسلو"؛ حيث هدم المنازل كما جرى في قرية دير أبو مشعل، وبلدة سلواد، فجر يوم الخميس 1082017 عدا عن هدم الخيم والبركسات بشكل يومي، والمنع من استغلال الثروات الطبيعية للفلسطينيين، وسرقة المياه وإعادة بيعها للفلسطينيين بأسعار مرتفعة جدًا والمنع من المراعي الخصبة ومصادرة الأراضي الزراعية؛ والتي تشكل ثلثي الأراضي الخصبة في الضفة الغربية.

وعن حجم الدمار الذي يلحقه الاحتلال بالضفة الغربية؛ تؤكد تقارير صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، إن استمرار احتلال "إسرائيل "للمنطقة (ج) أو "C" من الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية، يكبد الخزينة الفلسطينية خسائر تقترب من مليار دولار سنويا.

برغم عدم الإعلان عن بناء مستوطنات جديدة في مناطق الضفة الغربية وفي مناطق "سي"؛ إلا أن التمدد الاستيطاني في مناطق "سي" أكثر قوة من الإعلان عن مستوطنات جديدة، في سياسة مدروسة بعناية فائقة.

يلاحظ تصعيد في الهجمة الاحتلالية على مختلف مناطق الضفة الغربية؛ فالهدم والتجريف والاعتقالات، والمصادرات لا تتوقف.

ولإدراك خطورة الوضع فان منطقة (ج) تمثل 62 % من مساحة الضفة الغربية وتسيطر عليها "إسرائيل بالكامل"، وقد حددت هذه المنطقة بموجب اتفاقية "أوسلو" للسلام في عام 1995، بوصفها المنطقة المقرر انتقال السيطرة عليها تدريجيا إلى السلطة الفلسطينية خلال فترة مدتها 5 سنوات؛ إلا أن الاحتلال حول الفترة الانتقالية إلى دائمة والتي استمرت حتى الآن 23 عاما ومرشحة للمزيد والاستمرارية؛ في ظل حالة التراخي والتراجع والانقسام الفلسطيني، والتدهور العربي في حروب وفتن داخلية.

مخاطر ومصاعب استثمار مناطق الضفة المصنفة "C"؛ تتعدد؛ فحرية الوصول إلى الأراضي الصالحة للزراعة في المنطقة (ج)، والمراعي، والغابات، والمياه، والري، كلها أمور باتت صعبة جدا؛ وقد تعرض الفلسطيني للقتل أو الاعتقال أو الجرح أو مصادر معداته وماشيته والطرد من قبل الجيش أو المستوطنين المسلحين.

وعن مناطق "C" فإن دولة الاحتلال تخصص نحو 39% من مساحة المنطقة (ج) للمستوطنات، و20% مناطق عسكرية، و13% محميات طبيعية. ولا تسمح سوى باستخدام 1% من المنطقة (ج) للبناء من جانب الفلسطينيين، وتحظر جميع أنواع البناء الفلسطيني في 70% من المنطقة (ج)، وتقيد بشدة الـ29% المتبقي.

الاحتلال يستنزف حتى مناطق "أ" ولا يعرف غير لغة القوة والسيطرة الاقتصادية، وتبعية الاقتصاد الفلسطيني له؛ وكل ذلك تحت نظر وسمع المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنًا سوى بيانات الشجب والاستنكار؛ لأن القوي يفرض ما يريده على الضعيف، ولا مكان في هذا العالم للضعفاء؛ لذلك وجب على الفلسطينيين توحيد طاقاتهم وتجميعها كي يصبحوا قوة مهابة الجانب تفرض ما تريد، وتنتزع حقها من حلوق الاحتلال؛ فهل عملنا بالواجب.