"جمع الأسرى جمع في معسكر أنصار، والشمس لما بتطلع بتواعد الثوار، حبستوا جسم البطل ما حبستوش الروح، روحه بحجم الجبل تحمل عنا الجروح" بهده الكلمات صدحت حناجر طالبات مدرسة حليمة السعدية الأساسية للبنات، خلال مشاركتهن في فعاليات خيمة التضامن مع الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد، المقامة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة.
وارتدت الفتيات، الثوب الفلسطيني المطرز، رافعات بين أيديهن أعلام فلسطين، وصورًا للأسير المريض أبو حميد، ولافتات كتب عليها: "الحرية للأسير أبو حميد"، وأخرى تتساءل عن دور المؤسسات الدولية التي تعنى بشؤون الأسرى مما يتعرض له أسرانا.
وحاولت الفتيات، لفت أنظار إلى معاناة الأسرى وخاصة الأسير المريض بالسرطان أبو حميد، الذي يتهدده الموت في أي لحظة بسبب جراء تردي وضعه الصحي.
وبشكل عاجل نقل صباح أمس، الأسير "أبو حميد" من سجن "الرملة" إلى المستشفى، إثر تدهور خطير جدًا طرأ على حالته الصحية المتردية.
وكانت هيئات ومؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، قد حذرت في وقت سابق من استشهاد "أبو حميد" في أي لحظة، في ظل ممارسة الاحتلال سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقه وعدم استجابته للأدوية.
واجب ديني
وأم خيمة التضامن، مع أبو حميد، أمس، العديد من الشخصيات الفاعلة والقيادية، وعلى رأسهم رئيس المجلس التشريعي بالإنابة الدكتور أحمد بحر، ولفيف من النواب ومدراء المجلس.
وقال بحر لصحيفة "فلسطين": إن قضية الأسرى على سلم أولويات الكل الوطني الفلسطيني خاصة المجلس التشريعي، معتبرًا ذلك واجب ديني ووطني وأخلاقي.
وأكد رئيس المجلس بالإنابة، أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين ترتقي لجرائم حرب، كما وتخالف كل المواثيق والقوانين الدولية، مشددًا على التفاف الشعبي حول قضية الأسرى.
وأضاف: أن المقاومة لن تدخر جهدًا للإفراج عن أسرانا، الذين يرسمون الطريق لنا نحو التحرير، داعيًا لمحاسبة الاحتلال على جرائمه الممارسة بحق الأسرى المرضى، الذين يواجهون الموت البطيء خلف السجون.
وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بتحمل مسؤولياتها والتدخل الفوري والعاجل من أجل إنقاذ حياة الأسير أبو حميد، الذي يحتضر نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمدة الممارسة بحقه.
وهاتف الدكتور بحر، خلال مشاركة في خيمة التضامن لطيفة أبو حميد والدة الأسير "ناصر"، مشيدًا بصمودها وصمود نجلها، ومؤكدًا أنها تجسد معاني الصمود والعزة رغم الألم والمعاناة.
تصفية بطيئة
بدوره، أكد الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال، أن الأسير أبو حميد، يتعرض لمحاولة تصفية بطيئة عبر حالة المماطلة والتسويف في إطلاق سراحه وتقديم العلاج اللازم له.
وقال أبو هلال، في حديث لصحيفة "فلسطين": إن أبو حميد، يعيش أوضاعًا مأساوية جدًا، جراء سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها إدارة السجون بحقه.
وبين أن الأسير أبو حميد، يواجه خطر الاستشهاد في أية لحظة، مطالبًا الكل الفلسطيني والمنظمات الدولية بالعمل الجاد للإفراج عنه، محملًا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته.
والأسير أبو حميد، واحد من بين 23 أسيرًا مصابون بالسرطان والأورام بدرجات مختلفة، ويحتاجون إلى رعاية صحية خاصة وحثيثة، وفق مؤسسات تعنى بقضايا الأسرى.
الأسير "ناصر" اعتقل في عام 2002، وحكم عليه بالسجن 7 مؤبدات و50 عامًا، وهو شقيقه الشهيد عبد المنعم، ونصر (المحكوم بالسجن 5 مؤبدات)، وشريف (المحكوم بالسجن 4 مؤبدات) ومحمد (المحكوم بالسجن 3 مؤبدات و30 عامًا)، وإسلام (المحكوم بالسجن المؤبد وثماني سنوات).