فلسطين أون لاين

الضفة الغربية على طريق التحرير

في آخر اجتماع لحكومة رام الله، طالب رئيس الوزراء المجتمع الدولي بممارسة ضغط حقيقي على دولة الاحتلال لوقف التصعيد فورا، كما دعا المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي إلى ربط العلاقات واتفاقيات التعاون والشراكة مع (إسرائيل) كقوة احتلال بمدى التزامها بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان.

هل تلك المطالبة التي تتكرر في كل اجتماع ومع كل جريمة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تسقط واجب حكومة رام الله والسلطة الفلسطينية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية؟ هل دور الحكومة والسلطة الفلسطينية هو فقط مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل؟ ثم من الذي يستمع من المجتمع الدولي إلى اشتية أو أي مسؤول فلسطيني حين ينادي ويستغيث به؟ هل صدف أن لبى المجتمع الدولي نداء استغاثة لحكومة فلسطينية منذ قيام السلطة الفلسطينية؟ إذا كانت كل الإجابات سلبية، فلماذا يستمر الجري خلف السراب والحفر بالماء وشغل الأسماع والأبصار بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع؟

إذا كانت التصريحات تتكرر ولا تتغير فإن المحيط يتغير، الشارع الفلسطيني اليوم ليس كما هو بالأمس ولا كما كان قبل ذلك، المجتمع الفلسطيني يتأثر بكل كبيرة وصغيرة، بكل جريمة إسرائيلية وبكل موقف فلسطيني رسمي أو عمل فدائي. ما يحدث على الساحة الفلسطينية لا بد من قراءته جيدًا لمن يريد أخذ العبر لتفادي ما هو أصعب مستقبلا، قراءة الواقع من خلال الأحداث الدائرة ومن خلال الاستماع إلى نبض الشارع  والجمهور الفلسطيني بكل أطيافه وشرائحه وليس الإصغاء فقط  إلى ما يقوله المطبلون والمؤيدون الذين يقودون قادتهم إلى الاندثار. 

الطريق الأسلم للسلطة ولمنظمة التحرير الفلسطينية هو العودة إلى الشارع الفلسطيني والوحدة الوطنية بإنجاز المصالحة أو بالذهاب إلى انتخابات عامة، والبديل لن يكون في صالح المنظمة، وللدلالة على تغير الأوضاع في الضفة الغربية؛ أنها لم تعد تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، بعض المخيمات الفلسطينية ومناطق في نابلس تكاد تكون محرمة على جيش الاحتلال، وإذا أراد دخولها يعد العدة كأنه متوجه إلى حرب، وهذه الحالة إذا انتقلت إلى الخليل ومناطق أخرى في الضفة الغربية تكون البداية لانسحاب إسرائيلي أحادي الجانب على غرار ما حدث في غزة، والخليل المرشح الأقوى بعد جنين ونابلس بسبب ازدياد الانتهاكات الإسرائيلية فيها وتراكم الغضب الشعبي، وخاصة بعد الاعتداء الأخير على حرمة الحرم الإبراهيمي برقص المستوطنين داخله باستفزاز مشاعر المسلمين وشعبنا الفلسطيني.