تمكنت جمعية (ريبونيوب) الإسرائيلية، التي تعني السيادة الاستيطانية من جمع تواقيع من (٥٥) عضو كنيست وعلى رأسهم نتنياهو يلتزم فيها الموقعون على توسيع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية بعد الانتخابات. هذا الخبر ذكرته صحيفة (إسرائيل) اليوم.
الخبر يدعم الفكرة السائدة التي تقول إن المجتمع الإسرائيلي والنخب من القادة فيه هم في تحول زائد نحو اليمين المتطرف، واليمين الاستيطاني، وترجمة هذا التحول فلسطينيًّا يعني أنه لا دولة فلسطينية، ولا أرض فلسطينية يمكن أن تبقى بأيدي الفلسطينيين وتصلح لإقامة دولة فلسطينية، كما يتخيل المفاوض الفلسطيني!
لست أدري لماذا لا تدير السلطة نقاشًا حول التحولات الإسرائيلية لتكشف عن خطرها على المشروع الفلسطيني، وبيان ذلك للعالم من ناحية، ولبناء إستراتيجية مواجهة لهذه التحولات مع كل المكونات الفلسطينية الفاعلة، من ناحية ثانية.
لقد تمكنت جمعية السيادة الاستيطانية من توجيه السياسة الإسرائيلية من خلال هذا الالتزام والتوقيع عليه، فلماذا تعجز الجمعيات الفلسطينية، والمراكز الفلسطينية على كثرتها من توجيه السياسة الفلسطينية في مواجهة الاستيطان، من خلال تعهد توقع عليه نخب الحكم والقيادة؟! هل هذا الفشل هو نتاج غياب الحياة الديمقراطية الحقيقية في الأراضي الفلسطينية، أم هو نتاج غياب الجمعيات النشطة، التي تجعل الوطن والأرض همها الأول؟!
المستوطنون يضربون بزعم أن الجيش لا يحميهم من الهجمات الفلسطينية؟! هم يزعمون ذلك على حين أن الجيش يقتحم المدن والبلدات الفلسطينية يوميًّا، ويقتل ويجرح ويعتقل، ولا يكاد يوجد إضراب شامل فلسطيني في رام الله والضفة احتجاجًا على عجز السلطة عن منع هذه الاقتحامات وقتل الأبرياء؟!
إن وضع الواقع الفلسطيني بإزاء الواقع الإسرائيلي لا يهدف إلى إحباط الهمم، بل يهدف لبيان المفارقة بين المجتمعين من ناحية، وبين النخب القيادية في الطرفين، وبين حالة الديمقراطية في المجتمعين.
نحن في حاجة لمواجهة تحولات المجتمع الإسرائيلي بأساليب مكافأة، لأن الحال الذي عليه القيادة والمجتمع في الضفة لا يمكنه مواجهة التحولات دون إحداث تغيير أساسي سياسي ووطني تقوده النخب ومؤسسات المجتمع المدني.