أكد مختصون على أن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة تشير إلى أننا على أعتاب انتفاضة شعبية، رغم مواصلة الاحتلال لسياسته المسماة "جز العشب"، سعياً لوقف تمدد ظاهرة المقاومة في جنين إلى جميع أنحاء الضفة الغربية.
وقال الباحث المختص في الشأن الصهيوني جلال رمانة إننا "نعيش خلال الأيام الأخيرة أجواء انتفاضة ثالثة في ظل تصاعد الأعمال المقاومة بالضفة المحتلة".
وأوضح رمانة أن التقارير التي خرجت من المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، تشير إلى أن العمليات البطولية بالضفة سوف تتصاعد في الفترة المقبلة.
وأضاف رمانة أن جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، هي من تزيد وتيرة العمليات البطولية ضده، مبيناً أن العمليات الأخيرة أثرت بشكل كبير على الخطط الاحتلالية في الضفة الغربية.
جز العشب
من جانبه، ذكر الناشط أشرف بدر أن الاحتلال يواصل سياسة "جز العشب" في تعامله مع المقاومين الجدد في جنين ونابلس، خشية تطور المقاومة وانتشارها في باقي مدن الضفة الغربية.
ولفت بدر إلى أننا نلمس تركيزا واضحا من جانب الاحتلال على جنين ومخيمها، ورغم ربط البعض ذلك بالانتخابات الإسرائيلية، وبأنّ هذا الاستهداف يأتي في سياق السعي لكسب أصوات الناخبين، إلا أن الدافع الرئيسي يعود إلى الخشية من تطور هذه الظاهرة وانتشارها.
وتابع: "في ظني أن العدو استخلص العبر مما حصل إبان انتفاضة الأقصى سنة 2000، حيث أغمضت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عينها عن ظهور تشكيلات مسلحة في عدة مناطق".
وأشار إلى أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية وقتئذ لم تصنف هذه التشكيلات كخطر "حقيقي" على الكيان، وربما ساهم في هذا التقدير الإحساس الموجود عند قادة العدو بالتفوق في العتاد والإمكانيات المادية، التي تؤهل الكيان لـ"سحق" أي مقاومة ضدها.
واستدرك قائلاً: "حدث ما لكم يكن بحسبان هذه الأجهزة، فانتشرت هذه التشكيلات في جغرافيا المناطق المحتلة سنة 67، وتحولت إلى مصدر إزعاج وقلق وتهديد".
ونوه بدر إلى أنه في تلك الفترة دفع قادة الكيان لاتخاذ قرار حاسم بوضع حد لهذه الظاهرة، من خلال حملة "السور الواقي" التي استهدفت تصفية البنية التحتية لهذه التشكيلات.
وأردف قائلاً: "ربما لا تشكل هذه التشكيلات حالياً خطر داهم على الكيان، لكن الخشية تكمن في تطورها وانتشارها، وحتى لا تتحول جنين ومخيمها إلى رمز ونموذج يحتذى، فترى أنه يجب القضاء على هذه الظاهرة حتى لا تنتشر كانتشار العشب في فصل الربيع".
وذكر بدر أن هناك قناعة لدى قادة الكيان بأنّ هذه السياسة لن تقتلع "العشب" من جذوره، وإنما ستمنع نموه وانتشاره.
وتصاعدت عمليات إطلاق النار البطولية خلال الـ48 ساعة الأخيرة، والتي استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وذكر تقرير رصده مركز المعلومات الفلسطيني "معطي" أن 15 عملية إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين خلال الـ48 ساعة الأخيرة، إلى جانب عملية طعن، منها 6 عمليات إطلاق نار الليلة الماضية.
وشهدت الضفة الغربية ارتفاعا ملحوظا في أعمال المقاومة الفلسطينية بجميع أشكالها خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث رصد مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" (833) عملا مقاوما، أدت لمقتل إسرائيلي واحد وإصابة (49) آخرين، بعضهم بجراح خطرة.
وتصاعدت عمليات الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال، حيث بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال (75) عملية، (30، 28) عملية منها في جنين ونابلس على التوالي.
وكان أبرزها عملية إطلاق النار البطولية قرب حاجز الجلمة بجنين، التي نفذها الشهيدان أحمد أيمن إبراهيم عابد (23 عاما) وعبد الرحمن هاني صبحي عابد (22 عاماً)، والتي أدت لمقتل ضابط في جيش الاحتلال.