في محاولة لتكثيف محصول الجوافة في قطاع غزة، الذي يواجه تحديات في نقص المياه وضعف التسويق الخارجي، تبذل وزارة الزراعة جهوداً في عدة مسارات، أبرزها إدخال تقنية حديثة لتكثيف الإنتاج وتشجيع المزارعين على التوسع بها.

وحسب المتحدث الفني باسم وزارة الزراعة محمد أبو عودة، إن المساحة المزروعة بالجوافة الموسم الحالي (1710) دونمات مقارنة مع نحو ألفي دونم العام الماضي وأكثر من 7 آلاف دونم قبل ثماني سنوات.

وقال أبو عودة لصحيفة "فلسطين": إن "محصول الجوافة تراجع كمحصول رئيس في قطاع غزة، والسبب زيادة ملوحة المياه في الخزان الجوفي، والتوسع العمراني وضعف فرص التسويق من جراء إغلاق سلطات الاحتلال المعابر".

وأوضح أبو عودة أن الوزارة تعمل على تحسين أشتال الجوافة، بحيث تتم زراعة أصناف قادرة على التكيف مع المتغيرات المناخية ومواءمة التربة الزراعية إلى جانب تشجيع الصناعات القائمة عليها.

وقدر أبو عودة إنتاج قطاع غزة من الجوافة الموسم الحالي نحو 2200 طن، مشيراً إلى أن أصناف الجوافة المزروعة في غزة، هي الهندية، والبلدية، والمصرية، والبندوف، وتتكاثر بعدة طرق منها، التكاثر بالبذرة، والتكاثر بالعُقل، والتكاثر بالتطعيم.

ونبه أبو عودة على أنّ الجوّافة تجود في معظم الأراضي بشرط أن تكون جيدة الصرف والتهوية، منبهًا على أن منطقة المواصي تميّزت قبل عشر سنوات بنجاح زراعة الجوافة، إذ كان الإنتاج منها يُصدّر إلى الأردن ويُسوّق في الضفة الغربية، لكنّ الإنتاج تراجع بسبب عراقيل الاحتلال على المعابر وارتفاع ملوحة المياه والتغيرات المناخية.

 وبيّن أن أشجار الجوافة تنمو تحت ظروف مناخية ونطاقات بيئية متباينة، ولكنّ نموها يتأثر كثيرًا بانخفاض درجات الحرارة، وبصفة عامة تتحمل أشجارها انخفاض درجات الحرارة حتى 5 درجات مئوية.

وفي السياق عبر مزارعون عن أملهم في إضفاء وزارة الزراعة والمؤسسات الزراعية ذات العلاقة مزيدًا من الاهتمام بزراعة الجوافة في قطاع غزة، ومساعدتهم على تسويق إنتاجهم.

يقول المزارع خالد زعرب لصحيفة "فلسطين" إن ثمار الجوافة محببة للمستهلك الغزي، وكان إنتاج قطاع غزة كبيرًا في السنوات السابقة، لكنه تراجع في الآونة الأخيرة، نأمل أن تتكثف الجهود لإعادة توسيع زراعة الجوافة في قطاع غزة، إلى جانب التوسع بمحاصيل أخرى مهمة في السلة الغذائية.

ويمتلك زعرب خمس دونمات جوافة صنف البندوف في منطقة المواصي جنوب القطاع، مشيراً إلى أن عملية قطف محصول الجوافة يستمر حتى فبراير العام الجديد.

من جهته، طالب المزارع عبد القادر حماد الذي يمتلك (7) دونمات زراعية شمال القطاع وزارة الزراعة بمساعدتهم على تسويق إنتاجهم محلياً وخارجياً، وأن تتجه المؤسسات الزراعية لإقامة وحدات تصنيع قائمة على ثمار الجوافة.

وبين حماد لصحيفة "فلسطين" أن زراعة الجوافة مكلفة ماليًّا إذ إنها تحتاج إلى مبيدات حشرية وأسمدة ومياه، وهي تشكل تحديات أمام المزارعين.