بقي أقل من ثلاثين يومًا على انتخابات الكنيست الإسرائيلية، وحتى موعد إجرائها قد يتعرض الشعب الفلسطيني للكثير من الجرائم والتضييق والظلم لأن الأحزاب الحاكمة تعمل على كسب الناخبين اليهود من خلال إلحاق الأذى بالشعب الفلسطيني، ولأن الأحزاب غير الحاكمة أيضًا تحاول ارتكاب جرائم بمساعدة المستوطنين لكسب ثقة جمهور خائف يشعر بحاجة ملحة لمن يمنحه المزيد من الأمن والأمان بقتل الفلسطيني وتدنيس مقدساته وسلب أرضه ومقدراته.
قطاع غزة لم يعد وجهة مريحة لكسب أصوات اليهود لأن المعارك الأخيرة كانت تنتهي بهزيمة عسكرية لدولة الاحتلال وهزيمة سياسية لمن شن الحرب على غزة، ولذلك تكون الضفة الغربية هي المستهدفة ما قبل انتخابات الكنيست، وقد رأينا الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في جنين ونابلس، ومع ذلك نقول إن الضفة الغربية لم تعد كما كانت بسبب نهضة المقاومة فيها بشكل كبير وملفت وبسبب استعداد المقاومة في قطاع غزة لحماية ظهر المقاومة في الضفة ومساندتها عند الحاجة.
حتى هذه اللحظة نرى أن تهديدات الاحتلال أكثر من جرائمه التي لا نقلل من شأنها ولا نستهين بها، التصريحات التي يطلقها قادة الاحتلال هي من أجل كسب الجمهور الإسرائيلي ومن أجل دعم المستوطنين نفسيًّا لأن المستوطن الإسرائيلي لم يعد آمنًا في مستوطنته المقامة على أرض فلسطينية، وكذلك شوارع الضفة الغربية لم تعد آمنة. تصريحات وقرارات قادة الاحتلال جاءت مرتكبه فأربكت المستوطنين وأفقدتهم الشعور بالأمن أكثر فأكثر، وعلى سبيل المثال قرر جيش الاحتلال استخدام الطائرات المسيرة لاستهداف المقاومين في الضفة الغربية ثم تراجع في المرة الأولى متذرعًا بأن تلك العمليات غير دقيقة وقد تتسبب بقتل المستوطنين أنفسهم، أو قتل مدنيين، ما يثير غضب المجتمع الدولي وهذه أعذار كاذبة وحجج واهية، إذ إن المحتل أسقط على غزة آلاف الأطنان من المتفجرات واستهدف المدنيين بطائراته الحربية، واستخدم ضدهم الفسفور الأبيض ولم يتحرك المجتمع الدولي. عاد جيش الاحتلال وقرر أنه سيستخدم الطيران لاستهداف المقاومين في الضفة متناسيًا الذرائع السابقة ولكنه أشار إلى مخاوفه الحقيقية وهو الخشية من تدخل المقاومة في قطاع غزة، وهذا هو السبب الحقيقي للشلل الذي أصاب جيش الاحتلال في الضفة الغربية وهو رؤيته سيف القدس مشرعًا وخشيته أن يهوي عليه مرة أخرى وخاصة بعد التهديدات الأخيرة لحركة حماس وتحذيرها للمحتل في حالة تماديه بقولها : "إن انفجار الأقصى القادم سيغير شكل المنطقة، وقد أعذر من أنذر، ومع ذلك نقول إن العدو لا يؤمن جانبه بسبب الحمق الذي يصيب قادته ولا نستبعد أي سيناريو قد يختاره ومنها الهجوم على قطاع غزة أو التغول في الضفة الغربية رغم أن ذلك سيفتح عليه أبواب الجحيم.