فلسطين أون لاين

اتحاد الكرة والعلم والعماوي

منذ أن تم إطلاق مبادرة وهاشتاج #شارة الكابتن فلسطينية" قبل أسبوع، لم تتوقف الأقلام العربية والفلسطينية عن الكتابة عن المبادرة ودعمها والعمل بقوة على أن تصبح واقعاً في كأس العالم 2022.

ولكن وقبل أن نُطالب المنتخبات العربية والإسلامية والصديقة لتنفيذ المبادرة، علينا نحن الفلسطينيين أن نبدأ بتنفيذ المبادرة في ملاعبنا الفلسطينية.

وبالفعل بدأت الأندية الفلسطينية بتنفيذ المبادرة في البطولات المحلية من خلال قائد فريق خدمات رفح أحمد اللولحي الذي وضع علم فلسطين على ذراعه في مباريات خدمات رفح مع اتحاد بيت حانون.

لقد كان لهذه الخطوة تأثير إيجابي في الساحة الفلسطينية سواء على المستوى الإعلامي، حيث ركزت وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، وعلى المستوى الجماهيري أيضًا.

ولكن هذه الخطوة لم تكن قوية بالشكل المطلوب، حيث لم تكن خطوة مُعممة على جميع الفرق في البطولات المحلية، وهو ما يجعلنا نوجه النداء لاتحاد كرة القدم بأن يُصدر تعميماً على جميع الفرق المشاركة في بطولات دوري المحترفين والاحتراف الجزئي في الضفة الغربية، وبطولات الدوري الممتاز والدرجة الأولى والدرجة الثانية في غزة.

نحن الفلسطينيين أَوْلى بحمل علم بلادنا من غيرنا، وعلينا كي نكون مُقنعين لغيرنا من الفرق والمنتخبات العربية المشاركة في بطولاتهم المحلية وفي كأس العالم على وجه الخصوص، أن يرتدي جميع قادة الفرق المشاركة في البطولات الرسمية الفلسطينية، علم فلسطين.

فلا يُمكن أن نُطالب الفرق العربية والإسلامية والصديقة أن تضع علم فلسطين على ذراع قادتها، دون أن نكون نحن المبادرين بهذه الخطوة، لأن الاحتلال الصهيوني يُراقب كل كبيرة وصغيرة على الساحة الفلسطينية، وسيستغل عدم قيام الفرق الفلسطينية للترويج سلبياً للمبادرة.

طبعاً أنديتنا كان يجب ألّا تنتظر قراراً من اتحاد كرة القدم بهذا الشأن مثلما فعل خدمات رفح المبادر دائماً لخطوات وطنية رياضية منذ سنوات طويلة.

  • تصريحات العماوي

وفي موضوع آخر لم يكن هناك مجال لتأجيل الكتابة فيه، فإن ما حدث خلال وعقب مباراة خدمات رفح واتحاد بيت حانون من أحداث، يجب التوقف عندها بحزم حتى لا تنفلت الأمور وتصل إلى مرحلة يكون من الصعب السيطرة فيها على الملاعب، أو حدوث أمور تجعلنا نندم على عدم المعالجة السريعة.

فقد تفاجأ الجميع بتصريحات الكابتن محمد العماوي المدير الفني لفريق اتحاد بيت حانون عقب انتهاء المباراة، والتي سمعها وشاهدها الشارع الرياضي، والتي تضمنت تهديداً بالرد بالطريقة المناسبة على ما قامت به جماهير خدمات رفح في أثناء المباراة.

صحيح أن تصريحات العماوي انفعالية وعقب دقائق من انتهاء المباراة، ولكنها بكل تفاصيلها مرفوضة شكلاً ومضموناً، لما تضمنه من إشارة واضحة إلى رد الاعتبار في مباراة الإياب بين الفريقين والتي ستُجرى على ملعب بيت حانون.

إن ما قاله الكابتن العماوي المعروف بأدبه وأخلاقه والتزامه وانتمائه لناديه ولوطنه، في المقابلة الصحفية المتلفزة، يجب أن يتم تداركه سريعاً وعدم انتظار موعد مباراة الإياب بين الفريقين، لأن من شأن إهمال هذا الأمر تأجيج الساحة الرياضية.

صحيح أن لكل فعل رد فعل سواء كان مساوياً له في القوة ومضاداً له في الاتجاه، أو أخف أو أقل منه قوة، إلا أن طبيعة تصريحات العماوي لم تلقَ قبولاً لدى غالبية الشارع الرياضي باستثناء القاعدة الجماهيرية لاتحاد بيت حانون، لكونها تصريحات خارجة عن عاداتنا وتقاليدنا.

وفي نفس الوقت، فإن على إدارات الأندية أن تقف عند مسؤولياتها تجاه جماهيرها ولاعبيها، من خلال ضبط تصرفاتهم في الملعب وهتافاتهم على المدرجات، وذلك حفاظاً على النسيج الاجتماعي الفلسطيني بشكل عام وفي غزة المحاصرة على وجه الخصوص، لكونه نسيج مستهدف من الاحتلال وأعوانه، وعليها أن تضع حداً لكل ما يؤدي إلى العنف والشغب الجماهيري.