نجحت الانتخابات البرلمانية في الكويت، وقد شاركت فيها العديد من الكتل والتجمعات ذات الأفكار الحزبية، والتوجهات السياسية والدينية، لقد انتصرت الكويت بوحدتها، ونزاهة الانتخابات البرلمانية، التي شاركت فيها المعارضة بعد انقطاع، ليتفق المؤيد للحكومة والمعارض لها، على أن العملية الانتخابية قد سارت بالشكل الصحيح، ودون تدخل من الحكومة، ودون تدخلات أجنبية، ودون أي تشويش يؤثر في مسار الانتخابات.
ورغم غياب رئيس مجلس الأمة الكويتية السابق، مرزوق الغانم، صديق القضية الفلسطينية، وعدو التطبيع مع العدو الإسرائيلي، الذي رفض أن يخوض الانتخابات لأسباب شخصية، رغم غياب هذا الرجل العربي الكويتي الشهم، صاحب المواقف المؤيدة لفلسطين، إلا أن العوض كان كبيراً بفوز الكثير من الشخصيات والقوى السياسية المناصرة للقضية الفلسطينية، وكأن الكويت على عهد الوفاء لفلسطين، وقد نذرت نفسها أن تكون على خط الدفاع الأول عن فلسطين، ونصرة أهلها، وعدم المهادنة أو التسامح مع كل أولئك المطبعين مع العدو الإسرائيلي.
في الانتخابات البرلمانية الكويتية تقلَّصت مقاعد نواب القبائل من 29 نائبا إلى 22 نائبا، وفاز الإسلاميون؛ ممثلون بالسلفيين والإخوان المسلمين بنحو عشرة مقاعد، وفاز الشيعة بـ 9 مقاعد، في تشكيلة برلمانية تضم كل أطياف الشعب الكويتي، حيث فازت المعارضة بنحو 60 بالمئة من إجمالي عدد المقاعد، ومن بين الفائزين رئيس مجلس الأمة الأسبق، النائب المخضرم أحمد السعدون، الذي حصل من الدائرة الانتخابية الثالثة على 12346 صوتاً، في الوقت الذي حصلت فيه المرشحة فجر السعيد وطباليها من حلفاء (إسرائيل) على 433 صوتاً فقط، من الدائرة الثالثة نفسها، وهنا نرفع الكوفية احتراماً للشعب العربي الكويتي، الذي سحق المطبعين تحت حذائه، ورفع من شأن المدافعين عن فلسطين.
لقد أسقط الشعب الكويتي الكاتبة فجر السعيد، وهو بذلك يسقط فكرة التطبيع مع العدو، لأن فجر السعيد هي التي جهرت بخنوعها لـ(إسرائيل) إلى حد الفجور، فأجرت في العام الماضي مقابلة صحافية مع قناة “كان” الإسرائيلية، دعت فيها إلى التطبيع مع (إسرائيل)، وتفاخرت بأنها مع التطبيع من قبل أن تجهر دول التطبيع بمواقفها.
الشعب الكويتي قال كلمته التي نظمت حروفها الشعوب العربية، فالكويت أعلنت عن نتائج الانتخابات التي تلامس وجدان الأمة، وقد وصلت صرخة الحرية إلى (إسرائيل)، وأمريكا، وإلى عبيد التطبيع، الذين ظنوا أن الأمة العربية قد دالت لهم، وتذللت لجبروتهم، لتخرج الكويت نموذجاً لأمة عربية ديمقراطية، فهل يتعظ لهذه النتائج كل مطبع ومتعاون أمنياً مع الصهاينة؟
ملحوظة: نجح النائب الكويتي المخضرم، أحمد السعدون، في طرد (إسرائيل) من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وتعود القصة إلى عام 1976، حين كان السعدون رئيسا للاتحاد الكويتي لكرة القدم، وقدم باسم الاتحاد مشروع قرار بطرد الكيان الصهيوني من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وقد نجح في إقناع الاتحاد الآسيوي، وبمساندة قوية من ماليزيا، في طرد الكيان الصهيوني.