رغم حالة القلق والتوتر التي تحيط بالمسجد الأقصى ومدن شمال فلسطين، ولا سيما جنين ونابلس، فإن جماعة المعبد اليهودية تزيد الطين بلة وتنشر إعلانات عن مكافأة مالية لكل من يدخل باحة المسجد الأقصى وينفخ بالبوق، ولكل من يدخل قرابين لداخل المسجد.
هذه الحالة العدوانية المتكررة التي يشتد تكرارها في الأعياد اليهودية تنذر أولا بصراع دائم ومستمر مع الفلسطينيين ومع المرابطين في المسجد، وتنذر أيضا بتحولات دينية للصراع، وهذا يعني تعاظم الصراع واتساع دائرته.
نحن نعلم أنه ليس لليهود حق في بلادنا، ولا حق لهم في المسجد الأقصى، ونعلم أنهم سيطروا على بلادنا فلسطين بقوة السلاح ومعاونة الاستعمار لهم، ولكن نعلم أيضا أننا لن نسمح لهم بالسيطرة على ديننا ومقدساتنا من خلال اقتسام المسجد، أو من خلال تدنيسه بشعائر تلمودية. الفلسطيني لم يتوقف يوما عن مقاومة الاحتلال منذ عام النكبة، وهو لن يتوقف حتى يستعيد حقوقه، فكيف يكون شكل الصراع إذا ما دخل المسجد الأقصى المعركة؟!
الأعياد اليهودية لا تبرر لهم العدوان على الأقصى، وكما يبتعد المسلمون عن الكنس اليهودية في العالم، يجب أن يبتعد اليهود في أعيادهم وفي غير أعيادهم عن المساجد، وعن المسجد الأقصى بالذات، لأنه قبلة المسلمين الأولى، وله حرمة خاصة، وقد أثبتت الوثائق والتاريخ أنه ليس لليهود شيء في المسجد.
إن غطرسة القوة والاحتلال هي التي تشجع المتطرفين على العدوان على الأقصى، ولكن القوة العسكرية لا تقهر الدين والإيمان، ويموت الفلسطيني من أجل دينه، ومن ثمة لا حلّ لقضية الصراع في الأقصى دون تخلي اليهود عن أطماعهم المزيفة فيه، والابتعاد عنه وتركه آمنا سالما خالصا للمسلمين. لقد كانت معركة سيف القدس ٢٠٢١م كافية لمن له قلب وعقل، ولكن يبدو أن طمع اليهود واحتلالهم بلا قلب وبلا عقل، لذا فالصراع يتجدد ويتكرر، ولن يتوقف ما كانت نفوس أهل الحق والإسلام تنبض بقدسية الأسرى والمسرى.