حملة من التحريض والتهديد أطلقها الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة ضد غزة وضد حركة حماس تحديدًا، بسبب دعمها المباشر وغير المباشر للمقاومة في الضفة الغربية خاصة في جنين ونابلس وصلت هذه التهديدات إلى اتهام يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة بالوقوف خلف دعم وتشجيع وتمويل العمليات الأخيرة في الضفة الغربية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
التحريض الإسرائيلي ليس جديدًا ضد غزة بل يمتد على مدار السنوات الأخيرة منذ 2015 حيث تنظم حفلات شعبية جماهيرية معلنة تدعو لتثوير الضفة الغربية ومواجهة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وتصدير البيانات والمواقف الصريحة من الفصائل الفلسطينية، وبينها تصريحات قيادة حركة حماس وأشهرها ما صدر عن السنوار في مايو الماضي، دعا لتنفيذ عمليات عسكرية وفردية ضد الاحتلال الإسرائيلي باعتبار أن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة جرائم الاحتلال في الضفة الغربية.
الخلايا التي يعلن عنها الاحتلال بشكل أسبوعي في الضفة الغربية يتبعها بالإعلان عن ارتباط عناصرها في قطاع غزة وهذا مرده إلى فشل الاحتلال الإسرائيلي في القدرة على مواجهة هذه الخلايا وتصاعدها وعدم نجاح كافة الحملات التي يقوم بها ضد المقاومين والخلايا العسكرية في الضفة الغربية، لكن أكثر ما يميز هذه الخلايا هو عملها الوطني المشترك كما يحدث في نابلس وجنين حيث يتم العمل بشكل جماعي كبير في الميدان وعبر تمويل من الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس ومن قطاع غزة بشكل أو بآخر .
التهديدات التي صدرت من رئيس الشباك ضد رئيس المكتب السياسي لحماس هي في سياق الهروب الإسرائيلي من الفشل في الضفة الغربية وعدم القدرة على مواجهة تصاعد الأوضاع هناك، ومحاولة القفز إلى الأمام بالذهاب لمواجهة مع غزة سواء بتنفيذ عمليات اغتيال هنا أو هناك، وهو الذي يعني حربًا واسعة بكل الأحوال، وبنفس الوقت تعتبر تصريحات فارغة لا قيمة لها في العمل العسكري والسياسي باعتبارها ستقود إلى تصاعد الأوضاع وخروجها عن المستوى الحالي للتصعيد، بل يمكن القول إن الضفة الغربية سوف تتحول إلى برميل بارود سينفجر في وجه الاحتلال ويقود لمواجهة كبيرة مع قطاع غزة، وهذا ما لا يحتمله الاحتلال في هذه المرحلة.
غزة تقود المشروع الوطني نحو المواجهة الشاملة مع الاحتلال الإسرائيلي وتدفعه ثمن الجريمة في الضفة الغربية وحصار قطاع غزة.
إن المقاومة في غزة هي السند التي تعتمد عليه المقاومة في الضفة الغربية ودعمها بكل ما تستطيع عسكريًّا وماديًّا وإعلاميًّا وسياسيًّا، ولا تخشى دفع ثمن هذا الموقف مهما كان، وهو ما يلقى دعمًا شعبيًا واسعًا، والدفاع عن القضايا الوطنية، وفي مقدمتها حماية المسجد الأقصى والقدس وحماية الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال في الضفة الغربية عبر استمرار دعمها للمجموعات المقاومة في الضفة الغربية .