فلسطين أون لاين

هل تقف الحرب في أوكرانيا بالضمّ؟

بوتين الرئيس الروسي يعلن ضم أربعة أقاليم من شرق أوكرانيا إلى روسيا. الضم جاء أمس الجمعة بعد إجراء استفتاء بين السكان. سؤال الضمّ أصبح أمرًا واقعًا، يرافقه إعلان روسي أن الاعتداء على الأقاليم الأربعة هو اعتداء مباشر على روسيا. وأن القوات الروسية ملزمة بالدفاع عنها بكل وسائل القتال بما فيها السلاح النووي. سؤال الضم تقرر من خلال مبدأ القوة العسكرية، وفرض الأمر الواقع وإلى الأبد كما يقول بوتين.

سؤال الضمّ قيد التنفيذ، ويبقى سؤال الحرب، هل سيكون الضم بداية النهاية للعمليات القتالية في الأراضي الأوكرانية؟! وبعبارة أخرى هل يكتفي بوتين بالضم، الذي هو علامة نصر معقولة ويذهب لوقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال القتالية؟! وهل يذهب لإنهائها من طرف واحد، أم سيدعو لمفاوضات وقف إطلاق نار؟!

يقول التحليل الموضوعي إن لعملية الضمّ وجهين:

وجهٌ يقول إن الضم يساعد على وقف الأعمال القتالية في أوكرانيا، وأن روسيا لا تريد مواصلة الحرب، وتكتفي بالأقاليم الأربعة، وقد يرى بعض دول الغرب في ذلك فرصة للحلّ، باعتبار أن هزيمة روسيا في أوكرانيا ستوسع أعمال الحرب في أوكرانيا وخارجها، وستضع بوتين في موقف لا خيار له فيه غير القتال.

ووجه آخر يقول إن عملية الضمّ ستفتح بابًا لا يغلق من المطالب الأوكرانية لاستعادة الأقاليم، وأن أوكرانيا ستواصل المقاومة في شرق البلاد حتى لو توقفت الحرب، وليس من المنتظر أن تفاوض أوكرانيا على وقف القتال مقابل السكوت عن ضم الأقاليم الأربعة، لا سيما بعد أن أعلن رئيس أوكرانيا عن المقاومة والقتال حتى تحرير كل شبر من أرض أوكرانيا، وإخراج روسيا أيضا من جزيرة القرم.

من المبكر ترجيح وجه من الوجهين السابقين، لأننا في حاجة إلى الوقوف على الموقف الأميركي، والموقف الغربي، من الضمّ ومن مواصلة القتال، ولأننا لا نملك مؤكدات تؤكد أن بوتين سيعلن وقف الأعمال القتالية بعد الضم، لا سيما وأن روسيا تخضع لتعبئة جزئية.

ما يمكن الجزم به الآن أن أمرًا واقعًا جديدًا فرضته روسيا في شرق أوكرانيا وعلى العالم، وهي لا تنتظر اعتراف دول العالم بهذه الخطوة. وسكان الأقاليم الأربعة لا حاجة لهم بهذا الاعتراف، لأنهم سيكونون مواطنين روسًا بعد الضمّ.