فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

ملاحظات سطحية على كلمات عباس المنسية

قيل كثيرًا عن خطاب عباس السنوي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعضهم امتدح الخطاب إلى الحد الذي أوهم السامع أن القيامة قامت، وانشق القمر، وأن القدس قد تحررت، وأن المستوطنين الصهاينة قد هربوا، وأعلنت (تل أبيب) حالة الطوارئ، واصطكت أقدام بايدن من الرعب، وتحركت الأمم المتحدة بكل بقوتها لتطبيق قراراتها المجمدة من عشرات السنين.

وبعضهم عد الخطاب بلا قيمة وطنية، وبلا مضمون سياسي، وبلا أفق أو خريطة طريق، كلام أقرب إلى هرج الدواوين، وحديث السمار بعد أمسية احترق فيها الجمر، وانطفأت النار، خطاب عدَّه بعضٌ أقرب إلى السخرية والتهكم والسوقية والتوسل والتذلل الرخيص، خطاب عكس ضعف قيادة السلطة، وغياب القضية عن الساحة الدولية، ليتطاير غبار الكلمات لمجرد انفضاض جلسة الجمعية العامة، وانشغال أعضائها بما لديهم من مواعيد.

في مقالي هذا سأورد بعض الملاحظات السطحية على كلمات عباس المنسية:

1ـ الخطاب لم يكن سياسيًّا بالمفهوم الدقيق للكلمة، كان الخطاب أقرب إلى الغوغاء اللفظية، والبهدلة السياسية، والتسطيح للقضية الفلسطينية إلى حد التسول، وطلب المساعدات السياسية من المانحين، ونسي عباس أن المانحين بخلوا عليه بالمساعدات المالية.

2ـ طالب محمود عباس من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن تعلق اعترافها بـ(إسرائيل)، ونسي عباس أنه لما يزل يعترف بـ(إسرائيل)، وكان الأجدر أن يضرب عباس للأمم المتحدة مثلًا، ويعلق هو اعترافه بـ(إسرائيل).

3ـ يعترف عباس بفشل اتفاقية أوسلو، وتنصل الإسرائيليين منها، ونسي عباس أنه لما يزل يمارس التنسيق والتعاون الأمني، أحد أبرز معالم اتفاقية أوسلو.

4ـ يطالب محمود عباس بالعودة إلى المفاوضات، ونسي أنه لا يوجد إسرائيلي واحد يؤمن بحق الفلسطينيين بوطنهم.

5ـ ذهب محمود عباس إلى الأمم المتحدة بمفرده، ونسي أن في فلسطين قوى سياسية وعسكرية لها وزنها الذي تعترف به الأمم المتحدة، وتعمل له (إسرائيل) ألف حساب، لقد نسي عباس إسماعيل هنية وزياد النخالة ومصطفى البرغوثي، وحسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي وغيرهم من محررين وجرحى فلسطينيين.

6ـ لم يكتفِ عباس بوصف المقاومة بالإرهاب، بل أقسم اليمين ألا يسمح للشعب الفلسطيني بأن يقاوم محتلي أرضه، ونسي أن المواثيق الدولية تعطيه الحق بمقاومة الاحتلال.

7ـ اكتفى محمود عباس بمطالبة (إسرائيل) بالسماح لأم الأسير ناصر أبو حميد بزيارته لدقيقة، ونسي أن يطالب بتحرير الأسرى، وأن يضع تحريرهم شرطًا لمواصلة التزام اتفاقية أوسلو.

8 ـ اكتفى محمود عباس بذكر خمسة ملايين فلسطيني تحت الاحتلال، ونسي 7 ملايين من فلسطينيي الشتات، و2 مليون فلسطيني في الداخل المحتل، وأخرجهم من معادلة الصراع.

9ـ يطلب عباس من الأمم المتحدة أن تتخذ المزيد من القرارات لصالح القضية الفلسطينية، ونسي أنه قال: إن مجلس الأمن اتخذ 97 قرارًا ولم تنفذ، وأن مجلس حقوق الإنسان اتخذ 96 قرارًا لصالح القضية الفلسطينية، ولم ينفذ منها قرار واحد.

10ـ يطالب محمود بالحماية، ويقول: احمونا، احمونا، ونسي أنه قال: إن (إسرائيل) فوق القانون الدولي، ومدعومة من أمريكا، ولا سلطة دولية عليها.

11ـ  يعترف عباس بأن القضية الفلسطينية هي الحيطة المائلة في الأمم المتحدة، ونسي عباس أن سبب ميلان الحيطة، وتقويض أساسها هي اتفاقية أوسلو، ومواصلة التعاون الأمني.

12ـ هدد عباس بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، ونسي أنه ألغى تقرير جولدستون عن حرب 2009، وألغى تقرير جدار الفصل العنصري 2003، ولم يتقدم لمحكمة الجنايات الدولية رغم  تقارير المنظمات الإنسانية عن عدوان 2014، وعدوان 2021

13ـ يؤكد عباس أن قرارنا الفلسطيني مستقل، ونسي أن مصعب اشتية في سجن أريحا بأوامر من المخابرات الإسرائيلية.

14ـ طالب عباس بتطبيق قرار 181، وقرار 194، ونسي أن الأمم المتحدة نفسها أسقطت قرار التقسيم في مارس 1948 ونقلت الوصاية إليها خلفًا لبريطانيا، ونسي أنه تنازل عن القرارين حين وقع بيمينه اتفاقية أوسلو 1993.

15ـ يحسب محمود عباس نفسه رئيس دولة، ونسي أنه قال: إن الأوروبيين الذين يدعون إلى حل الدولتين، يرفضون الاعتراف بدولة اسمها فلسطين.