فلسطين أون لاين

حماس تدعو لتسجيل موقف وطني مشرف للتاريخ وعدم الخضوع لابتزازات الاحتلال

الإضراب الشامل يعم مدارس القدس رفضًا لتدريس المنهاج الإسرائيلي

...
إضراب شامل في مدارس القدس رفضاً للمنهاج الإسرائيلي
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

عم الإضراب الشامل أمس مدارس القدس المحتلة؛ رفضًا لمحاولات سلطات الاحتلال فرض مناهجها المزيفة التي تروج للرواية الإسرائيلية، ومنع تدريس المناهج الفلسطينية.

وأغلقت 150 مدرسة فلسطينية في القدس أبوابها، ولم يتوجه نحو 100 ألف طالب وطالبة إلى مدارسهم، التزاما بالإضراب الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس رفضاً لمحاولات حكومة الاحتلال فرض المنهاج الإسرائيلي على الطلبة المقدسيين.

وأظهرت مدارس القدس التزامًا كبيرًا بالإضراب، وهو ما يعكس تمسك المقدسيين برفضهم فرض المناهج المزيفة.

ولفت المتحدث باسم اتحاد أولياء الأمور بمدينة القدس رمضان طه إلى التزام كبير بالإضراب الذي تمت الدعوة إليه، لمواجهة محاولات سلطات الاحتلال لتغيير المنهاج الفلسطيني.

وقال طه لصحيفة "فلسطين" إن جميع الخيارات مطروحة لمواجهة فرض المنهاج الإسرائيلي في المدارس الفلسطينية بالقدس، ولن تتوقف الفعاليات والأنشطة حتى يتم وقف تدريس هذا المنهاج.

وأضاف أن جميع مدارس القدس مستهدفة من الاحتلال ويحاول غزوها، حيث يريد إدخال المناهج المحرفة والمزيفة إليها، وتغيير الهوية الفلسطينية، واستهداف الأطفال منذ رياض الأطفال حتى المدارس وصولا للجامعات.

وشدد على أن مجلس أولياء الأمور في مدينة القدس سيواجه محاولات سلطات الاحتلال تمرير المنهاج المحرف من خلال مواصلة الخطوات التصعيدية.

بدورها، أكدت القوى الوطنية والإسلامية تمسك المقدسيين بموقفهم الثابت بالرفض المطلق والتام لمحاولات فرض منهاج مزيف أو مستحدث على الطلاب في جميع المدارس على اختلاف مرجعياتها الأكاديمية، وعدم القبول بغير المنهاج الفلسطيني.

وعبرت القوى في بيان لها عن رفض كل أشكال الابتزاز المالي الذي تمارسه وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في القدس على إدارات المدارس، وسياسة التهديد العلني والمبطن تجاهها.

وشددت على حق الشعب الفلسطيني باختيار المنهاج الذي يتم تدريسه لأبنائه، مطالبة المؤسسات الدولية ذات الصلة بالوقوف عند مسؤولياتها وكبح جماح تغول الاحتلال وأذرعه التنفيذية، وحماية المؤسسات التعليمية الفلسطينية.

وحملت إدارة أي مدرسة المسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية بالخروج عن إجماع الأهالي وخرق الموقف الوطني.

ويبلغ عدد الطلبة الفلسطينيين في مدارس القدس 98428 طالبًا وطالبة، وفقًا لبيانات نشرتها مؤسسة فيصل الحسيني مطلع يوليو/ تموز الماضي.

يشار إلى أن سلطات الاحتلال قبيل بدء العام الدراسي الجديد 2022- 2023 اتخذت سلسلة إجراءات مجحفة بحق المدارس وقطاع التعليم في القدس، كان آخرها إلغاء المواصلات المدرسية لنحو 6500 طالب وطالبة من بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس.

وقفات احتجاجية

كما نظمت لجان أولياء الأمور وقفتين في بيت حنينا وسلوان رفضا واحتجاجا على محاولة تحريف المنهاج الفلسطيني، وإدخال الإسرائيلي في مدارس القدس. 

ورفع المشاركون شعارات بعنوان "لا لأسرلة التعليم"، "معًا للحفاظ على هوية أبنائنا"، "من حقنا اختيار كتب أطفالنا".

وفي قطاع غزة، بدأ طلبة المدارس سلسلة فعاليات مدرسية تنديداً بمحاولات الاحتلال فرض مناهج إسرائيلية على المدارس الفلسطينية في القدس.

وشارك آلاف الطلبة في هذه الفعاليات، بدعوة من وزارة التربية والتعليم العالي، حيث رفعوا لافتات منددة بـ"أسرلة التعليم"، وفرض مناهج مزورة.

وحذرت الوزارة في بيان لها من مواصلة الاحتلال عدوانه الهمجي على شعبنا ومقدساته، واستهداف التعليم والأطفال وطلبة المدارس والمؤسسات التعليمية، والتحريض على المناهج الفلسطينية.

واعتبرت ما يحدث في القدس خطوة عنصرية ومتطرفة تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والتعليم، بفرض مناهج وكتب مشوهة ومحرفة على المدارس الفلسطينية في القدس؛ لتدريسها بالقوة.

وأعلنت أنها ستطبق بدءا من أمس حتى الخميس المقبل سلسلة فعاليات وأنشطة في المدارس رفضاً لـ"أسرلة" المناهج في القدس، ونصرة لأهلها.

بدورها، ثمنت حركة المقاومة الإسلامية حماس موقف أولياء أمور الطلبة في القدس ضد فرض المنهاج الإسرائيلي بالمدارس العربية في المدينة.

وأكد المتحدث باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة وجوب دعم الأهالي وإسنادهم من القوى الأهلية والمؤسسات الوطنية كافة، لتثبيت موقفهم وإفشال مؤامرة الاحتلال لتزييف الوعي لدى أجيالنا الناشئة.

وشدد على دعم الحركة الإضراب الشامل في جميع مدارس القدس أمس رفضا لكل أشكال وصاية الاحتلال وتدخله لتزييف حقائق التاريخ والعبث بمفردات الهوية الوطنية الفلسطينية، داعيا إدارات المدارس للوقوف في صف مطالب الأهالي العادلة، وعدم الخضوع لابتزازات الاحتلال وتهديداته، وتسجيل موقف وطني مشرف للتاريخ وللأجيال القادمة.

وأشار إلى أن سياسة "أسرلة" التعليم حرب فكرية وثقافية، لن تنجح في كي الوعي الوطني للفلسطينيين، وستتحطم على صخرة ثبات أهلنا وطلابنا في القدس، وإدراكهم لحجم جريمة الاحتلال الرامية لتشويه الهوية الوطنية في عقول الجيل الناشئ وذاكرة الشعب الفلسطيني الحية.

تغيير التراث والهوية

وقال رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات إن التعليم في القدس مهدد في ظل إجراءات الاحتلال التي تهدف لتحريف المنهاج التعليمي، مؤكدا أهمية الإضراب لمنع فرض واقع تعليمي محرف عليهم. 

وأوضح بكيرات في تصريح صحفي أن الإضراب الفلسطيني الشامل الذي يعم مدارس القدس يهدف للتأكيد أن الاحتلال لا يمكن أن يفرض علينا ماذا نقرأ وماذا نفعل "فمعركتنا في التعليم معه معركة فاصلة بين وجودنا من عدمه".

وبين أنه ليس من حق الاحتلال سحب الترخيص الدائم من مدارس في القدس.

وقالت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إن محاولات تصاعد وتيرة الإجراءات الهادفة لفرض منهاج الاحتلال في مدارس القدس تندرج في إطار الحرب المفتوحة على الوجود الفلسطيني في المدينة ومحاولات تكريس الأمر الواقع، وتغيير التراث والهوية الوطنية للشعب الفلسطيني.

وعبرت الشبكة في بيان لها عن وقوفها وإسنادها للخطوات التي أعلنتها فعاليات المدينة بالإضراب الشامل في كل المدارس داخل القدس وفي محيطها، رفضا لمحاولات الاحتلال الرامية لفرض منهاج يتنافى مع ثقافة وتقاليد الشعب الفلسطيني العريقة والأصيلة ضمن محاولات تزييف الواقع، وطمس الرواية العربية، مثمنة موقف الأهالي والطلبة وأولياء الأمور، ولجان الأحياء الذين وقفوا بحزم أمام هذه المحاولات الاحتلالية.

ورأت أن التسلسل الزمني على مدار سنوات الاحتلال منذ احتلال الجزء الشرقي للمدينة عام 1967 وقرار الاحتلال القاضي بإلغاء قانون التعليم الأردني رقم (16) لعام 1964، وإغلاق مكتب التربية والتعليم في المدينة إضافة لتخصيص الموازنات الضخمة أكثر من (193 مليون دولار) إضافة للمضايقات اليومية على الحواجز، واقتحام المدارس والحبس المنزلي للطلبة؛ كلها تأتي في سياق محو المنهاج الفلسطيني بزعم "التحريض".

المصدر / فلسطين أون لاين