انتهت زيارة وفد حماس برئاسة إسماعيل هنية رئيس الحركة لروسيا. الزيارة كانت رسمية بدعوة من وزارة خارجية روسيا. في الزيارة التقى الوفد بلافروف وغيره من المسؤولين الروس. الوفد لم يلتقِ بـ "بوتين"، ولكنه خاطبه برسالة مكتوبة خاصة وذات مغزى من خلال لافروف.
لم تكن زيارة حماس لروسيا هي الزيارة الأولى، بل سبقتها زيارات أخرى، ولكن أهمية هذه الزيارة تأتي في توقيتها وفي دلالاتها كزيارة رسمية من حركة إلى دولة. التوقيت هو حرب روسيا في أوكرانيا، وموقف أمريكا ودول الغرب منها، والأهم موقف دولة الاحتلال الإسرائيلي. في روسيا يتوقعون انحياز أمريكا ودول أوربية لأوكرانيا، ولكنهم لا يتوقعون موقفا معاديا لروسيا من (إسرائيل)!
في روسيا يرصدون التصريحات الإسرائيلية المعادية لهم، وهم يراقبون إمدادات السلاح التي تأتي من (إسرائيل)، هذا وقد أسروا عددا من المتطوعين الإسرائيليين الذين يقاتلون في صفوف جيش أوكرانيا، هذه المواقف حاولت روسيا احتواءها والمحافظة على علاقتها مع (إسرائيل) لتجنب مكرها، وفي هذا المجال التقى بوتين بـ بينيت رئيس الوزراء الذي زعم أنه يبحث عن وساطة بين روسيا وأكرانيا، ولكن سياسة الاحتواء لم تحقق لروسيا ما تريده.
فشلت سياسة الاحتواء فاتخذت روسيا عددا من الإجراءات لمعاقبة (إسرائيل) على انحيازها، ومنها تعزيز الدفاعات السورية، ومنها تعزيز علاقتها مع إيران على المستوى العسكري والاقتصادي، ومنها دعوة حماس لزيارة موسكو دعوة رسمية، وإعلان روسيا عن تأييدها للمطالب الفلسطينية، وفي المقابل أعلنت حماس تنديدها بالمواقف الأمريكية الأوروبية والإسرائيلية، وذكرت روسيا أن (إسرائيل) تنظر لأوكرانيا أنها دولة اليهود الثانية، وأن (إسرائيل) تخفي أعمالها الأمنية في أوكرانيا عن روسيا.
زيارة حماس هذه ليست مجرد زيارة كسابقتها من الزيارات، ولكنها شكل من أشكال التحوّل يجدر بحماس أن تعمق إيجابياته، من خلال الحصول على دعم دولة عظمى هي عضو دائم في مجلس الأمن، يرى في حماس حركة مقاومة وتحرر وطني. ولروسيا وجود في سوريا قد يدعم عملية عودة حماس لسوريا.