فلسطين أون لاين

خاص أكاديمي صيني: لا يمكن إنهاء أزمات الشرق الأوسط إلا بحل قضية فلسطين

...
صورة توضيحية
بكين-غزة/ نور الدين صالح:

قال عميد كلية الدراسات الآسيوية والإفريقية بجامعة شيآن في الصين د. يوسف سراج ما فوده: إن قضية فلسطين "مؤثرة في العالم، لذلك تسعى الصين لكشف لعبة الغرب فيما يتعلق بفلسطين".

وأضاف "سراج ما فوده" في حديث لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن "الشعب الصيني يعتقد أن كل مشاكل الشرق الأوسط أساسها القضية الفلسطينية.. فلا يمكن حل تلك الأزمات إلا بحل قضية فلسطين".

وأوضح أن الحكومة الصينية ترى أن "الشعب الفلسطيني تعرض للظلم لأكثر من نصف قرن، "لكن الحقيقة أنه قرن كامل"، معتبرا التطبيع العربي مع الاحتلال "كارثة وستؤثر سلبيًّا على القضية الفلسطينية".

وبيّن أن القضية الفلسطينية حُصرت على الفلسطينيين فقط في ظل انشغال العالم العربي في قضاياه الداخلية ومشاكله الخاصة، مشيرا إلى أن الإعلام الغربي وقنواته سيطر بعد الحرب الروسية - الأوكرانية على كل مفاصل الإعلام العالمي.

وبحسب "ما فوده" فإن الصين تنادي بالأمن القومي للمنطقة وتسهل التحالف مع إيران كونها قوة مؤثرة في المنطقة في حين تحاول الولايات المتحدة استخدام الدول العربية في مواجهة الصين.

ولفت إلى أن الدول النامية وخاصة في آسيا تشهد انفتاحاً عالمياً كبيراً ونمواً اقتصادياً كبيراً وتتحول إلى مراكز اقتصادية وتكنولوجيا في الشرق بدلا من الغرب.

وتابع أن "الصين ترى أن العالم يسير نحو التعددية القطبية، حيث تسعى من أجل تعزيز الحوكمة العالمية المشتركة عبر الشراكات الاقتصادية"، منبها إلى أنه "يجب أن تدرك الصين أن تغير النظام الدولي عملية يومية تدريجية وخططت الصين لمئة سنة وتخطط للمئة سنة القادمة".

وبيّن أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تحتل مركزاً متقدماً في مجالات اقتصادية تكنولوجية وحتى عسكرية على المستوى العالمي، مستدركاً "لكن الصين تعتقد أن الظروف الحالية هي لصالحها وسوف تستثمر ذلك لفترة قادمة ما يمكنها من تحقيق قفزات إستراتيجية مهمة".

وتوقع أن "الغرب سيقوض المصالح التنموية للصين وستتعرض لمضايقات شديدة"، مؤكدا أنه "حتى لو خضعت الصين للولايات المتحدة فإنها لن ترضى عنها أو تعتبرها شريكاً دولياً".

وذكر "ما فوده" أن الولايات المتحدة تريد التشويش على عملية التنمية الصينية وتعطيل عمليات التنمية الاقتصادية في الدول النامية خاصة في دول شرق آسيا.

ورأى أن الحالة التي يشهدها العالم العربي والشرق الأوسط هي "الأشد فتكاً وتراجعاً طوال تاريخه".

واستعرض أبرز التحولات الكبيرة في المشهد الدولي خلال المرحلة الأخيرة، وأبرزها انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وشن الولايات المتحدة حرباً اقتصادية على الصين، وشن روسيا حربا على أوكرانيا التي ألقت بظلالها على المسار العالمي.

واعتبر الأكاديمي الصيني "تشكيل تحالفات جديدة بين الولايات المتحدة وأصدقائها هدفه السيطرة على العالم والذي سيواجه استعماراً بشكل جديد".