أحمد أيمن عابد، وعبد الرحمن هاني عابد، من قرية كفر دان، محافظة جنين، قبل أن يترجلا شهيدين بإذن الله قتلا الضابط الصهيوني بار فلاح من مستوطني نتانيا، لأنه حاول قتلهما، وقتل كرامة جنبن، وبلدات فلسطين الأخرى.
في دولة الاحتلال يشعرون بقلق بالغ، لأن أحمد عابد من رجال الاستخبارات الفلسطينية، أي هو موظف عسكري، والمفترض في عرف حكومة الاحتلال أنه لا يشارك في أعمال المقاومة، وأنه ملزم إحباط أعمال الآخرين، لذا تحاول حكومة لبيد ابتزاز السلطة من هذه الزاوية، والأمر في نظري أبعد من ذلك!
لقد فقدت السلطة سيطرتها الأمنية على جنين وربما شمال الضفة كله، وقد ساعدت حكومات الاحتلال في هذا الفقدان، لأسباب احتلالية بحتة، وحجج كاذبة، وجاءت اقتحاماتهم المتكررة ليلًا ونهار لبلدات الضفة سببًا مباشرًا لتفجير موجة جديدة من أعمال المقاومة.
مسؤولو الشاباك يوصون الحكومة باجتياح واسع لجنين، مع اعتقالات واسعة النطاق، للتأديب، وجمع المعلومات. ووسائل الإعلام تجعل الاجتياح قريبًا، ويغفلون عن أنهم اجتاحوا في عملية السور الواقي جنين وغيرها، وكانت النتائج أن خرج جيل جديد من الشباب يجدد مقاومة شهداء السور الواقي، مستفيدين من تجارب من سبقوهم من الشهداء.
في اعتقادي أن اجتياح جنين بشكل موسع سيكون له تداعيات كبيرة داخل جنين وخارجها، وربما تصل هذه التداعيات إلى غزة، وقد تستمر الأوضاع الساخنة حتى نهاية الأعياد اليهودية. المجتمع الفلسطيني ملَّ الاحتلال وما يفرضه من معادلات عدوانية على المجتمع، وإن رجال السلطة ورجال الأجهزة قد ملوا أيضًا ما يفرض عليهم من الأعمال التي تخالف ضمائرهم، لذا هم يشاركون الشعب مقاومته للاحتلال. أحمد عابد لن يكون الأخير بين المشاركين في مقاومة المحتل، وإن احتجاجات لبيد لا قيمة لها، لأن مقاومة المحتل حق وواجب، ولا يزول الاحتلال بلا مقاومة.