في الذكرى 29 على اتفاقية أوسلو المشؤومة تذكرت أبياتا من قصيدة سيناريو جاهز للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش حين قال مخاطبا عدوه الواقع معه في الحفرة : تذكرت فقه الحوارات..في العبث المشترك ..عندما قال لي سابقا: كل ما صار لي هو لي ..وما هو لك ...هو لي ولك.
على مدار ثلاثة عقود من الزمان والعبث الفلسطيني يتجدد والمحتل لا يكل ولا يمل في فرض أمر واقع في مناطق منحتها اتفاقية أوسلو لمنظمة التحرير الفلسطينية: من باب : ما هو لك ..هو لي ولك، أي ما منحته لك اتفاقية أوسلو ليس لك وحدك، أما منظمة التحرير الفلسطينية فهي تعترف بشرعية الاحتلال وتملكه للمناطق المحتلة عام 48 دون منازع، بل وتؤكد في كل خطاباتها أن 84% من مدينة القدس هي للمحتل الإسرائيلي وهذا ما تعنيه عبارة : شرقي القدس هو عاصمة الدولة الفلسطينية، ومع ذلك لا سيادة للمنظمة في الضفة الغربية ولا في القدس ولا على أي شبر من فلسطين رغم مرور 29 عاما على توقيع اتفاقية أوسلو.
بعيدا عن الإنجازات الوهمية والكلام الإنشائي الذي لا يصدقه الواقع؛ أين هي الإنجازات في اتفاقية أوسلو الملعونة بعد ثلاثة عقود من وقوع الكارثة وتوقيع أوسلو؟ لا يوجد دولة ولا شبه دولة، ولا يوجد سيادة ودولة الاحتلال تحاسب الرئاسة على وضع خارطة فلسطين كاملة وتريد استبدالها بخارطة مسخ تمثل أراضي السلطة حسب أوسلو.
الكارثة الاكبر ان كل فصائل منظمة التحرير تدعي انها لم توافق على اتفاقية أوسلو ومن ضمنهم حركة فتح، من الذي وقّع الاتفاقية إذا، هل هي الأشباح؟ اتفاقية أوسلو وما نتج عنها من مآسٍ للشعب الفلسطيني تتحمل مسؤوليته فصائل منظمة التحرير دون استثناء طالما هي متمسكة بالمنظمة، المصيبة أن من تنازل عن ثلاثة أرباع الوطن يصر على ان المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولماذا لا نقول إن المنظمة لا تمثل الا الفصائل التي تنتمي اليها فقط حتى نبرئ بقية شعبنا من وزر توقيع أوسلو؟
القيادي في حركة فتح، عباس زكي قال بالأمس: "انتظروا 23/09/2022 واستمعوا ماذا سيقول الرئيس عباس في الأمم المتحدة، وهو وقت انتهاء المهلة التي حددها للعالم، وهذه المرة لن يكون كلامًا"، انتظرنا ثلاثة عقود على توقيع اتفاقية أوسلو وانتظرنا عام على تهديدات منظمة التحرير لدولة الاحتلال ويمكننا الانتظار عشرة أيام أخرى لنستمع إلى "أقوال" رئيس السلطة التي لن تكون "كلامًا".