أكد مختصان في شؤون القدس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تواصل إجراءاتها الأمنية المشددة في مدينة القدس المحتلة، ومحيط مسجدها المبارك، منذ أحداث 14يوليو/ تموز الماضي.
وسرد المختصان إجراءات الاحتلال كنشر أعداد مضاعفة من جنوده قرب بوابات القدس، والتدقيق في هويات المصلين والوافدين للمسجد الأقصى، ومنع دخول عدد من المقدسيين للصلاة في الأقصى، وزيادة أعداد المستوطنين المقتحمين.
وتأتي هذه الإجراءات الأمنية الإسرائيلية في أعقاب تحقيق المقدسيين، مطالبهم بالدخول للأقصى دون البوابات الإلكترونية والكاميرات الأمنية، والتي حاولت سلطات الاحتلال فرضها عقب العملية الفدائية التي نفذها الثلاثي محمد جبارين، وأسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وبأعداد كبيرة، حيث وصلت أعداد المقتحمين خلال يوليو الماضي إلى 3213 مستوطنا.
تهجير المصلين
وأكد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أن عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك كل يوم عدا يومي الجمعة والسبت من الساعة السابعة والنصف صباحًا وحتى الساعة الحادية عشرة من باب المغاربة وبحراسة مشددة من شرط الاحتلال والقوات الخاصة، مؤكدًا أن المصلين وحراس المسجد الأقصى يتصدون بشكل مستمر لمثل تلك الاقتحامات.
وقال الكسواني، لصحيفة "فلسطين": إن سلطات الاحتلال شددت من إجراءاتها بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك خاصة بعد أحداث القدس (14 يوليو/ تموز) الماضي.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تمنع عددا من المصلين والعاملين في دائرة الأوقاف بالقدس من الدخول للمسجد الأقصى، مشددًا على ضرورة وقف سياسة المنع الإسرائيلية التي تتبعها سلطات الاحتلال في القدس والأقصى وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 14 يوليو الماضي.
وأضاف: "إن الاحتلال يعمل بمزاجية في إدخال المصلين إلى القدس والمسجد الأقصى المبارك"، مؤكدا أن الإجراءات الإسرائيلية المستمرة والمرتكبة بحق المقدسيين والوافدين إلى المسجد تمثل استخفافا بمشاعر المسلمين في مختلف دول العالم.
وأوضح أن الهدف من وراء الإجراءات الإسرائيلية المرتكبة في القدس والمسجد الأقصى هو محاولة تهجير المصلين عن القدس والأقصى، بغرض تنفيذ الاحتلال مخططاته العنصرية والتهويدية.
سياسة الانتقام
من جهته، قال رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات، إن الاحتلال "لم يستوعب حتى اللحظة الدرس الذي لقنه إياه المقدسيون، وبالتالي هو يحاول الانتقام منهم، من خلال التضييق عليهم، ومواصلة جرائمه بحقهم".
وأشار بكيرات لصحيفة "فلسطين" إلى اعتقال قوات الاحتلال، نحو 550 مقدسيا منذ اندلاع الأحداث الأخيرة، بالإضافة إلى التنكيل بالمصلين والتضييق على التجار وتحرير مخالفات سير للمقدسيين، والتدقيق في بطاقات الوافدين ومتابعة القادمين إلى القدس والأقصى في محاولة للانتقام من المقدسيين.
وأكد أن إجراءات الاحتلال المرتكبة في القدس والأقصى تتصاعد يوما بعد آخر، مستدركا: "رغم الإجراءات الإسرائيلية المشددة في المكان إلا أن أعداد القادمين والوافدين إلى القدس في ازدياد مستمر .. المقدسيون يحاولون إرسال رسالة بأنهم موحدون حول القدس والأقصى ولن يتركوه فريسة للاحتلال".
وتابع بكيرات: "حرب الاقتحامات في القدس والاستيلاء على منازل المقدسيين لا تزال مستمرة أسوة بالحفريات والاستيطان".
وذكر أن الهيئات الدينية في مدينة القدس، وجهت رسائلها لكافة المستويات العربية وخاصة الحكومة الأردنية التي خاطبت بدورها كافة الجهات المعنية من أجل وقف الجرائم المرتكبة في القدس والأقصى وما يتعرض له المقدسيون.