هل تحول مطار (رامون) بالقرب من إيلات إلى أزمة علاقات بين دولة الاحتلال والأردن؟ بعض المصادر الأردنية تشير لذلك، وتستحضر مشكلات قديمة منها إطلاق النار من السفارة الإسرائيلية على أردنيين وقتل بعضهم، وسحب الأردن لسفيره من (تل أبيب)، وغير ذلك من الإجراءات.
العرض التاريخي يوحي بالأزمة وتفاعلاتها، وثمة خبر يقول إن البيت الأبيض طلب من (إسرائيل) تسهيل سفر الفلسطينيين من خلال جسر الملك حسين، فهل ثمة أزمة تتفاقم تدريجيًّا، مع بدء تشغيل مطار رامون؟
في الإعلام العبري لا يتحدثون عن أزمة، بل يتحدثون عن تسهيلات سفر لصالح سكان الضفة الغربية. طبعًا كل إجراء تسهيل تقوم به سلطات الاحتلال يخفي خلفه عادة أهداف سياسية، وإجراءات تخدم السيطرة ودوام الاحتلال، وهي من التعسير لا من التسهيل؟
مطار رامون هو واحد من هذه التسهيلات الملغومة بأهداف أخرى، فما الألغام المدفونة في تراب رامون وتسهيلاته؟
لو كان ثمة رغبة بإحداث تسهيلات سفر لكان الأجدى بدولة الاحتلال أن تعيد تشغيل مطار قلنديا، بالقرب من القدس، فهو مطار فلسطيني قديم يقع وسط الضفة وتكلفة الوصول إليه أقل من مطار رامون، ولا يثير خلافًا مع الأردن.
رامون في الجوهر لا يرتبط بالتسهيلات. بل يرتبط بالأهداف السياسية، والاستعمارية، والاقتصادية، وهي أهداف تضر بمصالح الأردن من ناحية، وبمصالح الفلسطينيين من ناحية أخرى. الأردن يخسر الفوائد الاقتصادية، والفلسطينيون يخسرون السيادة. الخسارة تجمع الخاسرين. فهل يجتمع الأردن وفلسطين في مواجهة هذه الخسائر معًا؟
يمكن للأردن أن يتعاون مع السلطة الفلسطينية في مواجهة تداعيات رامون، وذلك من خلال تخفيض تكلفة سفر سكان الضفة من مطار علياء، بحيث تكون الأسعار أدنى من رامون. وبحيث تقوم السلطة بحث السكان على السفر من مطار علياء، ومقاطعة رامون بدواعٍ وطنية. نسمع احتجاجات ولا نرى تعاونًا، فهل هذا يعني تباينًا في وجهات النظر؟
قضية الأزمة بين دولة الاحتلال والأردن قضية قائمة، وهي تحصيل حاصل لما هو موجود على الأرض، و(إسرائيل) تقلص الدور في القدس، وترفض احتجاجات الأردن على الإجراءات الإسرائيلية في المعابر؟! والأردن يخشى مزيدًا من الجفوة بعودة نتنياهو للحكومة. الأردن يدرك أنه ثمة أهداف إسرائيلية معادية للأردن، ولكن الخلل في ميزان القوة تمنع الأردن من التصرف. فهل ثمة صراع مطارات وسفر ومصالح، أم زوبعة مؤقتة تذوب بمرور الأيام؟ والثانية أرجح من الأولى.