فلسطين أون لاين

جداريات "سلوان" تشهد على خطورة المستوطنات في القدس

...

تسلط جداريات العيون المرسومة على المنازل بحي "سلوان" في شرقي القدس المحتلة الضوء على مشكلة المستوطنات الصهيونية المقامة على الأراضي الفلسطينية، وتشهد على ما يحدث فيه من عمليات الهدم والإخلاء القسري.

ونفّذت مجموعة من الفنانين المحليين والأجانب بدعم من "مركز مدى سلوان للإبداع" مشروع "أنا شاهد على سلوان" كمجهود فني جماعي للفت الانتباه إلى المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويضم المشروع جداريات عيون كبيرة لفلسطينيين من سكان الحي ممن قُتلوا على يد قوات الاحتلال إلى جانب عيون لشخصيات تعرضوا للاضطهاد أو قتلوا في مناطق حول العالم وأصبحوا رموزًا مثل جورج فلويد ورايتشل كوري.

ورغم ردود الفعل الدولية، تواصل قوات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين أو إخلاءهم قسرًا لصالح المستوطنين لأسباب مختلفة، بهدف توسيع المستوطنات في القدس المحتلة، لا سيما في حيَّي "سلوان" و"الشيخ جراح".

وتُواجه عشرات الأسر الفلسطينية في "سلوان" و"الشيخ جراح" خطر التهجير من منازلها، سواء بالهدم أو الإخلاء لصالح مستوطنين صهاينة.

العيون هي رمز على ما يحصل

وأوضحت الناشطة والفنانة اليهودية الأمريكية لورا روزنر المشاركة بالمشروع، أنّ العيون التي رسموها على المباني في سلوان هي "رمز للشهادة الفلسطينية لما يجري هنا".

وأشارت روزنر أنها شاركت بصفتها ناشطة يهودية في الولايات المتحدة في المجتمع المدني الداعم لفلسطين، وقالت: "فكرت إنه لمواصلة القيام بهذا العمل، يجب عليّ أن أذهب وأكون على أرض الواقع، وأعلم ما حدث وجهًا لوجه من الناس هنا وأرى ذلك بنفسي".

ولفتت إلى أنهم يستخدمون الرسوم من أجل التحدث بصريًّا لأنه يتجاوز اللغة.

وأردفت: "لهذا السبب نرى مشروع الرسم الجداري وسيلة لإسماع صوت الفلسطينيين، لأنّ هناك مساعٍ تتم هنا لمسح أثر الفلسطينيين من خلال ما يسمى الأنشطة الأثرية المزعومة، والمستوطنين الذين يُروّجون للدعاية الإسرائيلية، وروايات تاريخية غير حقيقية أو مضللة".

وبيّنت أنهم يحاولون إبراز ذلك التاريخ عبر هذه الرسوم لأنّ الفلسطينيين جزء مهم جدًّا وجميل من القدس وهذه الأرض.

وأشارت روزنر إلى لوحة تحبها للغاية على جدار أحد المنازل بجانبها، مؤكدة أنها لعيون حفيد امرأة فلسطينية تدعى أم ناصر.

وقالت: "أم ناصر تفكر بأنّ هذه العيون تُمثّلها أيضًا لأنّ هذه المرأة هي التي تكافح من يريد أخذ منزلها منها منذ سنوات، وتضطر للذهاب إلى المحاكم مرات عديدة لهذا السبب، وشاهد على التغيير في حيّها على مر السنين بسبب المستوطنين".

لا نصير للفلسطينيين

الفنان والناشط الأمريكي ـ الفلسطيني كريس غزالة (39 عامًا) الداعم للمشروع، أكد أنّ كل عمل يهدف لدعم فلسطين والفلسطينيين يُعدُّ "شكلًا من أشكال المقاومة".

وشدّد على ضرورة أن يدرك السائح أو الزائر إلى القدس أهمية المكان، وأنّ عليهم أن يدركوا كذلك أنّ كل حجر يمشون فوقه هو من بناء الفلسطينيين.

ولفت غزالة إلى "البنية التحتية الصهيونية في القدس تلقى دعمًا عبر ضخّ مليارات الدولارات"، وأنّ أثرى الأثرياء في العالم يدعمون هذه المشاريع.

وأضاف أنّ "أثرى البلدان العربية تدعم (إسرائيل)، بينما الفلسطينيون هنا لا نصير لهم".

المصدر / الأناضول