فلسطين أون لاين

تقرير عزام دويك.. مقدسي يخدم الأقصى بلسانه ويده

...
عزام دويك
غزة/ هدى الدلو:

بصوت "هادئ وحنون" يبعث الطمأنينة في النفس يصدح عزام صدقي دويك بروحانية عبر مكبرات المسجد الأقصى "حيّ على الصلاة.. حيّ على الفلاح"، وقد حاز شرف خدمته بلسانه ويده، فهو مؤذن المسجد منذ 18 عامًا، ويرمم زخارف قبة الصخرة منذ 13 عامًا.

المقدسي عزام (38 عامًا) من سكان باب حطة ومن مواليد زهرة المدائن، عمل في بداية حياته المهنية في مجال الديكور المنزلي، وبعدها حاز وظيفةً في لجنة إعمار المسجد الأقصى بمجال ترميم الزخارف منذ أعوام عدة.

يقول لصحيفة "فلسطين": "أحمد الله تعالى أن منَّ عليَّ بموهبة الصوت الجميل، التي والحمد لله سخّرتها بما يرضي الله إن كان بالنشيد الإسلامي أو بالأذان، فقد بدأت النشيد من صغري مع أبناء عمومتي، وفي المخيمات الصيفية والاحتفالات المدرسية وعمري لم يتجاوز سبعة أعوام".

ويضيف دويك: "بعدها التحقت بعدة فرق إسلامية كنا نحيي فيها الأعراس والمهرجانات الإسلامية، وفي أوقات الصلاة بهذه الاحتفالات كنت أرفع الأذان عن منصة الاحتفال".

ودويك كان عضوًا مؤسسًا في فرقة البراق، ثم أسس فرقة القدس عام 2001، وعمل فيها ست سنوات قبل أن يلتحق بفرقة الشام لمدة عامين.

ويشير دويك إلى أنه أذّن في عدة مساجد بالقدس قبل أن يحظى بشرف الأذان في المسجد الأقصى، منها مسجد شومان في بلدة بيت حنينا، ومسجد شعفاط الكبير، ومسجد عابدين في وادي الجوز.

ويتابع حديثه: "ومن هنا بدأت الأذان بالمسجد الأقصى منذ أن كان عمري 20 عامًا تقريبًا، وكان بشكل متقطع لعدة سنوات إلى أن تمّ تكليفي وبدون مقابل متطوعًا ببرنامج ثابت مؤذنًأ لصلاتي المغرب والعشاء من كل يوم جمعة".

ما يميز صوته من وجهة نظر الناس والمصلين أنه ندي يبعث الطمأنينة والسكينة في النفس، يقول من يسمعوه في القدس.

رهبة الأذان

يتملك دويك في كل مرة يرفع فيها الأذان خليط من الخوف والرَّهبة والتَجَلِّي والروحانية، ويشعر بأنّ صوته يصل إلى عنان السماء، متمنيًا أن يقبل الله نيته الخالصة لوجهه تعالى ويتقبل منه عمله، وأن يكون من أطول الناس أعناقًا يوم القيامة، "فالأذان في المسجد الأقصى المبارك عقيدة.. والأذان عبادة عظيمة الثواب عند الله تعالى لكونه سببًا للتنبيه ومدعاة لحضور الناس إلى الصلاة، ولهذا يجب أن يكون صوت المؤذن جميلًا وليس منفرًا".

ويمضي دويك إلى القول: "المسجد الأقصى آية من آيات القرآن.. وهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، وهو قبلتي في كل شيء، وهو بيتي الثاني الذي أكون بأكثر أوقاتي فيه، منه بدأت بكل شيء جميل في حياتي إن كان بالصلاة والعبادة أو بالتعرف على الأصدقاء وبتعلم أحكام التجويد والنشيد والأذان".

ويؤمن دويك أنّ كل مقدسي يدافع عن مقدساته بما استطاع، والدفاع عن الأقصى بالنسبة له يكون بصفاء النية والعقيدة والتضحية والوجود المستمر فيه ولا يكتمل الإيمان إلا بحبه.

ويلفت إلى أنه لا يقتصر على ذلك بل أيضًا بالسعي لخدمته والحفاظ عليه من خلال عمله بترميم زخارف قبة الصخرة منذ 13 عامًا والتي تشمل الكثير من الخطوات، ومنها ترميم الخشب القديم والجص والألوان والتذهيب ومراحل وأعمال أخرى كثيرة.    

ويتمنى دويك أن يتحرر المسجد الأقصى وأن يكون عامرًا بالإسلام والمسلمين، وأن يأتيه الناس من كل أرجاء الأرض للصلاة فيه.