إن التضامن مع الأسرى الفلسطينيين يعني الانتصار للإنسانية والإنسان، هذه الكلمات الجامعة قالها الأسير في سجون الاحتلال إبراهيم حامد ليعبر عن حال الأسرى الفلسطينيين وصمودهم في زمن المستحيل وفي ظل تصاعد جرائم الاحتلال ضد الحركة الأسيرة التي لا يزال 4550 أسيرًا فلسطينيًّا منهم يتعرضون لأبشع أصناف العذاب والمعاناة من إدارة السجون الصهيونية التي تحرمهم من توفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية التي تتعلق بالأمور الحياتية إضافة لمزيد من القيود ومضاعفة للعزل وحرمانهم من زيارات ذويهم والإهمال الطبي وسحب للكهربائيات، ما دفع أسرانا في السجون لخوض معركة جديدة موحدين في وجه السجان وإرهابه.
بدأت المعركة مع إدارة السجون بحل الهيئات التنظيمية في السجون، ما يعني أن تصبح إدارة السجون مجبرة على التعامل مع الأسرى كأفراد، وقام الأسرى في خطوة أخرى بإرجاع وجبات الطعام ورفضهم للفحص الأمني رفضًا لسياسات الاحتلال اللا إنسانية التي يتعامل بها خارج إطار القانون الدولي والقانون الإنساني ضاربًا عرض الحائط بكل المواثيق والمعاهدات الإنسانية التي دعت لاحترام حقوق الأسرى.
في الحقيقة أن الشعب الفلسطيني والقوى الوطنية والإسلامية موحدين في دعم الحركة الأسيرة ومطالبها العادلة لأنها من أهم القضايا الوطنية في وجدان شعبنا فهم الذين ضحوا دفاعًا عن أرضهم ووطنهم وأثبتوا بصمودهم أن مقاومة الاحتلال مستمرة في كل الميادين، لقد ناضلوا من أجل فلسطين، لذلك فان فصائل المقاومة الفلسطينية تعد تحريرهم ضرورة حيوية وواجبًا وطنيًّا، فكانت صفقة وفاء الأحرار دليلًا جديدًا على عمق هذه القضية ورسوخها في فكرهم وجعلوها على رأس أولويات المقاومة التي أسرت الجنود الصهاينة هدار جولدن وشاؤول أرون وغيرهما لمبادلتهم بأسرانا وفاءً لهم ولقضيتهم العادلة.
إن الاحتلال بإرهابه المستمر ضد الأسرى يتجاهل القانون الدولي باستمرار في سياسة التعذيب والعزل والإهمال الطبي بحق أسرانا في السجون التي نتج عنها ارتقاء عشرات الشهداء من الحركة الأسيرة ضمن توجيهات القيادة الصهيونية، ما يجعلنا نتساءل عن تجاهل المؤسسات الحقوقية والإنسانية لهذه المعاناة العظيمة والعميقة التي يحياها أسرانا في السجون كما لا ننسى سياسة ازدواجية المعايير الغربية التي نراها واضحة في محاباة واضحة للجلاد على حساب الضحية حتى بات الاحتلال يستمر في إرهابه ضد 4,550 أسيرًا فلسطينيًّا ويعد نفسه فوق القانون الدولي.
من الواجب علينا اليوم أن ننطلق للنفير ولنصرة أسرانا الأبطال من خلال إيصال رسالة معاناتهم بكل السبل والوسائل ليعلم العالم وأحرار الأمة الإسلامية أن هؤلاء الأسرى سطروا أعمق معاني الصمود في زمن المستحيل في ظل تعاظم الإرهاب الصهيوني ضدهم، فلنمضِ موحدين في دعم الحركة الأسيرة حتى نراهم أحرارًا بيننا مع أهلهم وذويهم.