فلسطين أون لاين

مراقبون: مطار "رامون" تجسيد إسرائيلي "للحل الاقتصادي" ويخلق أزمة مع الأردن

...
الناصرة-غزة/ نور الدين صالح:

يعكس إصرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المُضي بسفر الفلسطينيين عبر مطار "رامون" المُقام على أراضي النقب جنوب فلسطين المحتلة، تجسيدها لما يُسمى "الحل الأمني والاقتصادي" مع الفلسطينيين، حسبما يرى مراقبون.

وانطلقت، الاثنين، أول رحلة سفر جوي لفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة من مطار "رامون" إلى قبرص التركية، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وأوضحت الصحيفة أن مجموعة من الأطباء والصيادلة وعائلاتهم من الضفة شاركوا في تدشين الرحلة الأولى من مطار "رامون"، وصولًا إلى مطار "لارنكا" في قبرص.

يرى الباحث والمحلل السياسي عادل شديد، أن الاحتلال يسعى من خلال تشغيل مطار "رامون" إلى تحقيق أهداف عدّة، أهمها السياسي المرتبط بتغيير نظرة الفلسطينيين تجاه (إسرائيل) وأن تصبح عنوان الحل لمشكلات الشعب الفلسطيني.

وأوضح شديد في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يزعم بأن المطار وُجد من أجل تخفيف معاناة المسافرين الفلسطينيين، من حيث طول الوقت والمعاناة على المعابر.

وبيّن أن الهدف الآخر للاحتلال، هو تحسين ظروف الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية أو غزة ضمن ما يُعرف بالحل الاقتصادي، خاصة أنه لا يعترف بما يُسمى "حل الدولتين"، مشيراً إلى أنه يسعى أيضاً لإحياء منطقة الجنوب "النقب وإيلات" ضمن مشروع تطوير اقتصادي.

ولفت إلى أن سلطات الاحتلال نقلت 24 مسافراً فلسطينياً كانوا مسجلين منذ أيام في مطار اللد بالداخل المحتل، بهدف إنجاح مشروع مطار "رامون" بعدما جرى إلغاء الرحلة التي كانت مقررة نحو مدينة أنطاليا التركية.

وبحسب شديد، فإن الحلول السياسية الأساسية تتضمن إعادة بناء مطاري قلنديا بالضفة ورفح بقطاع غزة شريطة أن تكون تحت السيادة الفلسطينية وهذا ما يرفضه الاحتلال مُطلقاً، ويكتفي ببعض الحلول الاقتصادية.

وعدّ محاولة الاحتلال إرغام الفلسطينيين السفر عبر مطار "رامون" يعكس عدم وجود نوايا لديها بإعادة تشغيل أي مطارات فلسطينية سواء في غزة أو قلنديا.

من جهته، رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي، أن الاحتلال يحاول إظهار أنه يهتم بالقضايا الإنسانية الفلسطينية، ومن بينها معاناة المسافرين.

وأوضح مجلي لصحيفة "فلسطين"، أن المسافر الفلسطيني يعاني مشكلات عدّة، من جراء المسافات الطويلة والتكاليف الباهظة التي يدفعها عبر المعابر الفلسطينية الأردنية.

وأشار إلى أن الاحتلال يستخدم سياسة "العصا والجزرة" مع الفلسطينيين، حيث يدّعي أنه يقر تسهيلات إنسانية واقتصادية، في المقابل يمارس عدواناً شرساً في الضفة وغزة.

وبحسب مجلي، فإن خطوة المطار الإسرائيلي لن تخلو من سياسة الانتقائية واستغلال احتياجات الإنسان. 

اختلاق أزمة

في حين يرى الكاتب والمحلل السياسي عادل سمارة، أن أحد أهم الأهداف التي يسعى لها الاحتلال هي اختلاق أزمة "ودق أسافين" بين الأردن وفلسطين.

وأوضح سمارة في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن المسافرين الفلسطينيين يعانون صعوبات عدّة في أثناء مرورهم عبر الجسور الأردنية، من حيث الازدحام وعدم توفر ظروف مُريحة لهم، وهو ما استغله الاحتلال لخلق أزمة بين الطرفين.

وقال: "من المفترض أن يسعى الأردن جاهدًا لتخفيف إجراءاته على المعابر والتكاليف، من أجل العلاقة الأخوية بين الشعبين، وتفويت الفرصة على الاحتلال لاختلاق أزمات بين الجانبين".

وعدّ سمارة السفر عبر مطار "رامون" بمنزلة "تعقيد لسفر الفلسطيني واستخدامه أداة لقهر الناس والفساد".

المصدر / فلسطين أون لاين