صفوة الحفاظ مشروع إيماني تقوم عليه دار القرآن والسنة في قطاع غزة. المشروع يستهدف تثبيت حفظ القرآن الكريم لدى حفظته. في لقاء الثلاثاء ٢٣ أغسطس ٢٠٢٢م اجتمع (٥٨١) حافظا للقرآن الكريم في المسجد فجرا لسرده في جلسة واحدة.
ما تمّ ببركة الله وتوفيقه، ورعاية جمعية دار القرآن الكريم هو حدث فريد ربما يحدث لأول مرّة لا في فلسطين فحسب، بل وفي البلاد العربية والإسلامية. الحدث الفريد يميّز غزة ويقول إنها المنطقة الإسلامية الرائدة عالميًا في الاعتناء بالقرآن الكريم، وحفظة القرآن الكريم. لو كان ثمّة عدالة أخلاقية لسجلت الموسوعة العالمية للأعمال المميزة هذا الحدث في صفحاتها بمداد من الذهب الخالص.
العمل المتميّز الذي قدمته غزة ليس في مجال الطعام، أو الغناء، أو الموسيقا، أو الابتكارات الأخرى، إنه في مجال القرآن والإيمان الذي به تحلو الحياة، وتصحو به ضمائر البشر، وبه تكون الخيرية والتقدّم الحضاري، وبه تزكو روح الإنسان والإنسانية نفسها.
صناعة جيل فريد متميّز تبدأ بالقرآن الكريم، وتنطلق من حلقات التحفيظ في المساجد، وهذه الصناعة لا تقف عند الحفظ، ولا عند تجويد القراءة، ولا عند صيانة الحفظ من النسيان والغفلة، بل تتجاوز هذا إلى التطبيق العملي لتعاليم القرآن وآدابه في الحياة. الحفظ والتدبر والتطبيق أدوات غزة لصناعة جيل بأخلاق الصحابة وحملة القرآن من السابقين الأولين.
من أراد تحرير فلسطين فعليه بتوسيع دائرة جيل القرآن. من أراد استعادة الأقصى وحمايته فعليه بجيل القرآن. من أراد سعادة الدنيا والآخرة فيجدر به أن يكون من جيل القرآن الحديث، فإن لم يكن هو فولده، أو حفيده. حين تتنافس الأجيال: الآباء والأبناء والأحفاد على أن يكونوا جزءا من صفوة الحفاظ عندها تكون الأمة بخير، وعندها تستعيد عافيتها، وعندها يكون زوال الاحتلال قريبًا من المؤمنين.
غزة قدمت نموذجا أرجو أن يكتمل برعاية دار القرآن والسنة والحفظة أنفسهم، والآباء والأمهات، ليكون النموذج طائرا يطوف بلاد المسلمين بروح الإيمان والقرآن. التحية من صحيفة فلسطين لكل حافظ من صفوة الحفظة، والشكر لدار القرآن والسنة لهذه الرعاية، والله ولي التوفيق.