فلسطين أون لاين

زيادة المخاوف الإسرائيلية من تدخلات أجنبية في انتخاباتها

مع بدء العد التنازلي لخوض الإسرائيليين انتخاباتهم المبكرة الخامسة في نوفمبر، تسود أوساطهم الأمنية مخاوف متزايدة من المحاولات "المعادية" للتأثير في هذه الانتخابات، ولا سيما من روسيا وإيران، من خلال ما تسميها "الأكاذيب والخداع والتلاعبات" في محاولة لتغيير نتائجها لما فيه مصالح الدولتين.

لم يتوقف الأمر على فرضيات تتداولها المحافل الأمنية الإسرائيلية، بل إن الرئيس السابق لجهاز الشاباك، نداف أرغمان، حذر شخصيا في 2019 الناخبين الإسرائيليين من التدخلات الخارجية الساعية لنشر الفوضى والاستقطاب في دولة الاحتلال، بالتركيز على شبكات التواصل الاجتماعي، لكونها الساحة الرئيسة المفضلة لمحاولة التأثير في الانتخابات عبر الحسابات المزيفة والروبوتات التي تحاول إثارة الاضطرابات داخل المجتمع الإسرائيلي.

يتابع الأمن الإسرائيلي في السنوات الأخيرة محاولات أجنبية للتأثير في الخطاب الداخلي فيها، وليس فقط في الانتخابات، حيث تتعاون إيران وروسيا في الهجمات السيبرانية، وتستعدان لاحتمال زيادة عمليات التأثير عبر الفضاء الإلكتروني في الفترة التي تسبق الانتخابات، بتعطيل وإتلاف أنظمة الكمبيوتر الإسرائيلية، والتأثير في عقول الناخبين من خلال التلاعب الجماهيري، والمنشورات على الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية، وليس هدفها بالضرورة التأثير في هوية رئيس الوزراء المستقبلي، ولكن بشكل أساسي زرع رسائل مثيرة للانقسام بين الإسرائيليين.

تنطلق المخاوف الإسرائيلية من فرضية مفادها أنه في فترات الأحداث الساخنة مثل الحروب والانتخابات، تلجأ وسائل الإعلام الإسرائيلية لنشر المعلومات بسرعة، دون التحقق منها قبل نشرها، ما يجعل الجمهور الإسرائيلي عرضة لمحاولات التأثير الخارجي، ويزيد من رقعة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة الساعية لتشويه سمعة المرشحين، والإضرار بأسمائهم، عبر إنشاء ملفات تعريف وهمية مزيفة تجمع آلاف الأعضاء، واستخدامها لترديد الرسائل والافتراءات المجهولة. 

هذه الطرق الخارجية المعادية تسمح بالتلاعب بعقول الإسرائيليين من خلال الهندسة العقلية، ومحاولة التأثير في الآراء والمعتقدات كجزء من الانتخابات، حيث تعالج الآلات الخوارزمية المعلومات للعثور على الجماهير المناسبة، وتوصيل الرسائل الشخصية لهم، وعليه فقد تحول الإسرائيليون إلى أداة لعمليات التلاعب المتطورة المصممة للتأثير فيهم.

أدى التطور التكنولوجي المتقدم لدولة الاحتلال إلى حقيقة أن الهجمات الإلكترونية وعمليات التوجيه قد تسفر عن أضرار جسيمة على المستويين المدني والعسكري، بزعم أن الانتصارات الافتراضية في معارك الإنترنت هي أيضا انتصارات فعلية في العالم الحقيقي، ما يترك آثاره السلبية في معركة الوعي بين الإسرائيليين، حيث يمكن للتكنولوجيا أن تؤثر فيهم دون معرفتهم بذلك.

الخلاصة الإسرائيلية أن مستوى زيادة القلق من التدخلات الأجنبية في الانتخابات المقبلة مردّه وجود سوابق تركزت في تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية 2016، ما يجعلها قابلة للتكرار لتقويض النظام السياسي الإسرائيلي، ويجعل المخابرات الإسرائيلية تتعامل مع هذا التهديد كجزء من تقييماتها الاستخباراتية، وتحضيرًا لمنع التدخل الخارجي في الانتخابات.