ما حدث في مدينة القدس من عملية بطولية ردًا على المجازر الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في جنين ونابلس وغزة جاء كرد أولي على هذا العدوان الممنهج الذي تقوده الحكومة الصهيونية الفاشية التي أرادت أن تجعل دماء الشعب الفلسطيني مداد للانتخابات القادمة.
فهبَّة الشباب الثائر المرابط للدفاع عن كرامة شعبنا وأمتنا وعن المسجد الأقصى الذي يتعرض لاقتحامات ممنهجة ومدفوعة ومحمية من حكومة الاحتلال الصهيوني التي تسعى لفرض واقع جديد يشرع من خلاله الوجود الصهيوني المتطرف في باحات المسجد الأقصى، ويعطي غلاة المستوطنين الحق في تدنيس الأقصى للوصول إلى المخطط الرامي إلى التقسيم الزماني والمكاني بين المسلمين والصهاينة لقبلة المسلمين الأولى.
إن هذه العملية البطولية المباركة لشباب القدس يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن أهل المدينة المقدسة يستطيعون الدفاع عنها ورد العدوان المستمر دون توقف، فهم انتصروا في جميع المواجهات مع الصهاينة بل وحفظوا للمسجد الأقصى قدسيته، وليس أدل على ذلك من معركة البوابات الإلكترونية منتصف عام 2017م التي حاول المحتل زرعها للتحكم في الدخول للمسجد الأقصى إلا أن المقدسيين انتصروا بصبرهم وثباتهم وتمسكهم بحقهم التاريخي والديني على هذه الأرض، مما أجبر المحتل على إزالتها لتجنب غضب أهل المدينة.
وأمام هذه اللوحة المشرفة التي شهدها وشاهدها العالم أجمع نقول لا بد من وقف التطبيع وهرولة بعض الأنظمة العربية لفتح عواصمها لقادة الاحتلال، وعليهم الوقوف مع الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في وجه المحتل ودعم أهلنا في مدينة القدس والضفة المحتلة وغزة المحاصرة، لا سيما الدعم المعنوي والسياسي والإعلامي الذي يعزز حالة الصمود والبطولة، ويقرب يوم النصر والتحرير الذي بات أقرب من أي وقت مضى.