بدأت المحال التجارية، والبسطات الشعبية في عرض مستلزمات العام الدراسي الجديد الذي يبدأ في قطاع غزة يوم 29 أغسطس الجاري، غير أن حركة الإقبال على الشراء لا تزال محدودة.
ويأمل البائعون أن تسهم رواتب موظفي السلطة في رام الله، وموظفي الحكومة في غزة التي صرفت أخيرًا، في تنشيط عملية الشراء.
وتعيش الأسر في قطاع غزة أوضاعًا معيشية معقدة، سببها بدرجة أساسية الحصار الذي مضى عليه 16 عامًا، وشن الاحتلال حروبًا وعدوانات متكررة على القطاع، وخذلان المجتمع الدولي، تسببت جميعها في ارتفاع نسب الفقر، والبطالة، وانخفاض الأمن الغذائي في القطاع المكتظ بالسكان.
ففي محله التجاري الواقع نهاية شارع عمر المختار غرب غزة يعرض البائع أبو مصطفى عوض حقائب مدرسية مختلفة الأحجام والألوان، تجمع بين الإنتاج المستورد والمصنع محليًّا.
يقول البائع عوض لصحيفة "فلسطين" الحركة الشرائية محدودة جدًّا وندرك أن الوضع الاقتصادي الذي تواجهه الأسر في قطاع غزة عائق لنا، كل ولي أمر يرغب بأن يقتني لأبنائه حقائب جديدة لكن نقص المال يمنع ذلك".
وأشار أبو عوض إلى أن أسعار الحقائب تتفاوت حسب الخامة المستخدمة في الإنتاج والمرحلة الدراسية، فالحقائب التي تحتوي على عدة طبقات ومصنوعة من أقمشة جودتها عالية، سعرها أعلى من غيرها، كما أن حقائب رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية سعرها يبدأ من 15-35 شيقلًا، وحقائب المرحلة الإعدادية والثانوية تصل إلى أكثر من 50 شيقلًا.
وفي محاولة منه لزيادة المبيعات، يقدم عوض تخفيضات على مبيعاته، ومع ذلك الحركة ما تزال محدودة، معولًا على آخر أسبوع من انتهاء الإجازة المدرسية أن ينعش مبيعاته.
ويدفع عوض 10 آلاف دينار سنويًا ثمن استئجاره المحل المطل على شارع عمر المختار وشارع فرعي باتجاه الشمال، ويعمل لديه 3 عمال متزوجين.
وعلى بسطته الشعبية في سوق الشجاعية، يعرض الأربعيني حازم جلال، قمصانًا وبناطيل مدرسية للمرحلة الابتدائية "الوكالة والحكومة".
ويعرض جلال منتجات حديثة وأخرى كانت مكدسة في مخزنه لم تبع العام الفائت.
وتتفاوت الأسعار لديه، إذ إنها تبدأ من 10 إلى 20 شيقلًا، مبينًا أنه يحاول أن يشتري من تجار التجزئة القمصان المزودة بربطة العنق والبلايز التي بها إضافات جمالية لجذب المشترين.
وحسب خبرته التي تفوق عشرة أعوام في بيع الزي المدرسي، بيّن أن الأسر المعوزة، تنتظر أن يحصل أبناؤها على الزي المدرسي من المدرسة أو عبر مؤسسة خيرية تنشط في منطقة سكناهم.
وبلا شك يسهم منتفعو الشؤون الاجتماعية المقدر عددهم 116 ألف أسرة في الضفة الغربية وقطاع غزة في تنشيط الحركة التجارية، فقد صرفت لهم التنمية الاجتماعية مبلغًا موحدًا لا يتعدى (400) شيقل قبل عيد الأضحى بعد توقف استمر قرابة العامين.
من جهته أوضح بائع الأحذية عدي أبو عاصي، أن الحركة الشرائية على اقتناء الأحذية المدرسية محدودة، مشيرًا إلى أن الأسر تستفيد من الأحذية التي اشترتها للأبناء في عيد الأضحى لاستخدامها في الذهاب للمدرسة.
وبيّن أبو عاصي لصحيفة "فلسطين" أن متوسط سعر الحذاء يباع 25-35 شيقلًا، وأنه يسعى أن يقدم تشكيلات تناسب الذوق العام للمشتري.
وأشار إلى طروء ارتفاع على أسعار الأحذية المستوردة من الصين وتركيا بسب ارتفاع أسعار تكاليف عملية الشحن، وهو يشكل تحديًا في جلب مزيد من البضائع لقطاع غزة.
ونبّه أبو عاصي إلى التزامات مالية متراكمة عليه تجاه المستوردين، يأمل أن يتمكن من تسديدها، مبينًا أن عليه 20 ألف شيقل.