النابلسي أيقونة وطنية، احتفظ بحقه ابنًا لهذا الوطن في أن يخوض غمار التحديات أمام الاحتلال، وأن يكون مطاردًا شريفًا، يسير على درب الأحرار، والشرفاء، ممن لم يغمدوا سيوفهم، ولم يتقاعسوا يومًا، ولم تتراجع نيران بنادقهم عن البوصلة التي اتخذوها هدفًا لمسيرة طويلة تتكلل بقسوة الطريق حينًا، والانتصار بالحسنيين دائمًا.
رسالة النابلسي للقسام التي جاءت في ظروف مراكمة الاحتلال استباحة دماء أبناء شعبنا في غزة والضفة تؤكد أن:
1. كتائب القسام تحافظ على مسار الدعم الثوري في وجه العدو الصهيوني، وأن الحالة النضالية في الضفة تأخذ طابع العمل الجمعي، حتى لو كان فرديًّا، وهو أحد أشكال المقاومة التي أوجعت الاحتلال.
2. مقاومة الاحتلال لا تقتصر على فصيل دون الآخر أو بمعزل عن مكونات الشعب الفلسطيني، بيد أنها مرتبطة بكل فلسطيني يرزح تحت الاحتلال، باعتبار أن المقاومة تأخذ طابعًا شعبيًّا في الكثير من المحطات التي تديرها كتائب القسام وأذرع المقاومة.
3. أن الانقسام مع تداعياته الأمنية على الضفة، وتأثيره في قطاع غزة، لا يمنع أن تتضافر الجهود وتتوحد الأيادي الضاغطة على الزناد حين تنسجم الرؤى وتتوافق الأهداف.
4. الفعل الأمني الذي تمارسه السلطة بالتنسيق مع الاحتلال، وعلى الرغم مما حققه من مراكمات أضعفت بنية المقاومة في الضفة، فإن التنسيق بين كتائب القسام وفصائل المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني ما زال هو التنسيق الثوري والوطني الذي يتعارض مع كل المتناقضات التي تؤمن بها السلطة.
رحم الله الشهيد البطل إبراهيم النابلسي، ورفاقه في نابلس وفي كل محافظات الضفة وغزة، وجعل دماءهم لعنةً تطارد الاحتلال في كل بقعة على أرض فلسطين.