رأى محللون ونشطاء في استعداد سلطات الاحتلال الإسرائيلي لانطلاق أولى الرحلات الدولية لمسافرين فلسطينيين من مطار رامون إلى تركيا بأنها خدعة من حكومة الاحتلال لتضليل العالم بتسهيلات كاذبة.
ويأتي القرار الإسرائيلي في ظل أزمة تكدُّس المسافرين على معبر الكرامة الذي يربط الضفة الغربية المحتلة مع العالم الخارجي.
ورصدت "فلسطين" قيام شركات سياحية بالضفة الغربية أخيرًا بترويج حملات سياحية للسفر عبر مطار رامون إلى مدينة أنطاليا التركية.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن مصادر إسرائيلية أخيرًا، تأكيدها أنّ السفر ورحلات الطيران بمطار رامون ستُركّز في البداية على الفلسطينيين من سكان بيت لحم والخليل، نظرًا لقرب المسافة إلى المطار، الموجود في أقصى جنوب الأراضي المحتلة.
ويؤكد أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في "جامعة حيفا"، محمود يزبك أنّ الهدف الأساسي من إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح باستخدام مطار رامون للفلسطينيين للسفر خلاله، "هو تحويل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من سياسي إلى قضية ذات إنجازات اقتصادية واجتماعية".
ويقول يزبك لصحيفة "فلسطين": "تأتي خطوة الاحتلال بالسماح باستخدام مطار رامون للفلسطينيين للسفر، ضمن إستراتيجية إسرائيلية متكاملة تسعى لربط الاقتصاد الشخصي الفلسطيني بالمجتمع الإسرائيلي".
ويضيف يزبك: "قبل الحديث عن مطار رامون وسفر الفلسطينيين من خلاله، قامت حكومة الاحتلال بزيادة عدد الأشخاص الذين يعملون بالداخل المحتل، وفتح بعض المعابر، وذلك ضمن إستراتيجيتها".
ويوضح أنّ الاحتلال سيعمل عند أيّ مواجهة عسكرية أو تصعيد بوقف سفر الفلسطينيين عبر مطار رامون، بهدف معاقبة الناس بشكل جماعي.
ويُبيّن أنّ سلطات الاحتلال تريد من خلال منح الفلسطينيين موافقة للسفر عبر مطار رامون، تضليل العالم والقول له إنها تقدم تسهيلات للفلسطينيين وتفتح لهم الأجواء رغم أنّ المطار بعيد جدًّا عن الضفة الغربية المحتلة.
وحول المطلوب من السلطة للتعامل مع قضية مطار رامون، يقول أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في "جامعة حيفا": "السلطة في موقف ضعيف جدًّا من كل النواحي وأي توصية أو موقف لها لن يؤثر على الشارع الفلسطيني لأنّ هناك بُعدًا كبيرًا جدًّا بين السلطة والشارع، وأيّ موقف لها لن يكون له أيّ جدية إلا إذا اقتنع الفلسطينيون أنّ المطار واستخدامه سيضرُّ بمصالحهم".
من جانبه، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، عادل شديد، أنّ إعلان سلطات الاحتلال السماح للفلسطينيين باستخدام مطار رامون للسفر، "يأتي في ظل تآكل وتراجع هيبة السلطة بالضفة الغربية المحتلة".
ويقول شديد لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال يريد من قرار السماح بسفر الفلسطينيين من مطار رامون، القول إنه لا يوجد حلٌّ سياسي أو تقرير مصيري للفلسطينيين، ولكن فقط تحسين ظروف الناس في السفر".
ويضيف شديد: "القرار يُعدُّ ترجمة لمشروع اليمين بما يسمى تقليص الصراع والحل الاقتصادي عبر تحسين الظروف الحياتية للفلسطينيين".
ويُبيّن أنه لن يكون بمقدور السلطة بالضفة الغربية المحتلة منع أي فلسطيني يرغب بالسفر عبر مطار رامون.
بدوره، يؤكد الناشط عامر حمدان، أنّ معبر الكرامة يشهد كل عام أزمات بمواسم الأعياد، والحج والعمرة، وفصل الصيف، ولكنّ الفترة الأخيرة توافقت الأحداث بشكل متوائم ومتوافق مع الحديث عن مطار رامون، في ظل الأزمة التي شهدها المعبر بعد عيد الأضحى.
ويقول حمدان لصحيفة "فلسطين": "مطار رامون كلَّف الاحتلال مليارات الشواقل، وفشل في تحقيق أيٍّ من أهدافه، لذلك يريد الاحتلال إنجاحه عبر السماح للفلسطينيين بالسفر من خلاله".
ويضيف حمدان: "الاحتلال أجبر الفلسطينيين على ضرورة السفر عبر مطار رامون، من خلال خلق الأزمات في معبر الكرامة، ثم الترويج للعالم بأنهم منحوا للفلسطينيين مطارًا للسفر".