أوصى متحدثون بتشكيل هيئة ناظمة لمربي النحل في قطاع غزة للتحدث بصوت واحد عن القضايا والمشكلات التي تواجههم، وتفعيل الرقابة على العملية الإنتاجية للحصول على جودة عالية، إلى جانب تزويد المربين القدامى والجدد بكل ما هو جديد من أجل الارتقاء بمهنة تربية النحل وإدخال تحسينات جديدة في هيكلة المناحل.
ودعا المتحدثون إلى زيادة الرقعة الخضراء لتوفير غذاء للنحل، كزراعة أشجار الكينيا في المناطق الحدودية، وتقديم إرشادات وتدريبات للمربين بصورة دائمة لمساعدتهم في تسويق إنتاجهم محليًّا وخارجيًّا، وحمايتهم من المنتجات المستوردة التي تنافسهم بالأسعار.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها جمعية التنمية الزراعية "الإغاثة الزراعية" بمدينة غزة، بعنوان "البيئة القانونية والسياسية التي تدعم قطاع تربية النحل في قطاع غزة"، وذلك ضمن مشروع الصمود والنمو الاقتصادي في قطاع الزراعة الممول من الاتحاد الأوروبي من خلال الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية.
وأوضحت منسقة الإعلام والمناصرة في الإغاثة الزراعية، نهى الشريف أن الورشة المستديرة جمعت مربي النحل مع مسؤولين في وزارة الزراعة والاقتصاد واختصاصيين اقتصاديين وإعلاميين، وناقشوا جميعهم الصعوبات والمشكلات التي تواجه عملية إنتاج النحل في قطاع غزة، وقدموا جملة من الدعوات والتوصيات.
وأشارت الشريف إلى أن الإغاثة الزراعية أخذت على عاتقها مساعدة المربين من أجل توحيد جهودهم في إطار جسم ناظم إلى جانب تقديم ما تستطيع لإنعاش هذا القطاع الهام والحيوي.
وتطرق مربي النحل إبراهيم الضبة إلى أبرز تحدٍ يواجههم، وهو غياب المظلة التي تجمع المربين كنقابة أو جمعية، يساعدهم على التحدث عن مشكلاتهم مع أهل الاختصاص والمسؤولين بصوت واحد.
وكما استعرض الضبة المنافسة غير متكافئة التي يواجهها العسل المحلي من المستورد، داعيًا إلى تدقيق الرقابة على المنتج المستورد، وحاجتهم إلى التدريب والمشاركة في المعارض المحلية والخارجية.
من جانبه تحدث مدير دائرة الإنتاج الحيواني، في وزارة الزارعة، طاهر أبو حمد، عن تجريف سلطات الاحتلال مساحات كبيرة من أشجار الحمضيات التي تعد مصدرًا غذائيًّا هامًا للنحل، والرذاذ المتطاير عن المبيدات التي يستخدمها المزارعون الإسرائيليون عند رش محاصيلهم والتي تتسبب في وفاة نحل الخلايا المنصوبة بالقرب من المناطق الحدودية، مشيرًا إلى تسبب مرض الفاروا الطفيلي في الحد من إنتاج العسل.
وحسب أبو حمد، يوجد في قطاع غزة (374) مربي نحل، و(15565) منحلة؛ وتتصدر محافظة شمال غزة المحافظات الأخرى، حيث بها (132) مربي نحل، و(4541) منحلة، تليها الوسطى (105) مربي نحل و(4370) منحلة، ثم خان يونس (78) مربي نحل، و(2814) منحلة، وغزة بها (36) مربي نحل، و(2463) منحلة، أما رفح فيها (23) مربي نحل، و(2814) منحلة.
وعادة يبدأ موسم حصاد العسل في منتصف أبريل من كل عام، حيث يكون الجو ربيعيًّا معتدلًا يتيح لأسراب النحل التنقل بين الأزهار من أجل تلقيحها والحصول على رحيقها، فيما يتم حصاد العسل مرة أخرى في شهر نوفمبر.
وتراجعت نسبة إقبال الزبائن المحليين على شراء العسل بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها سكان القطاع نتيجة لعدم استقرار الوضع السياسي والاقتصادي منذ أعوام.
فيما تطرق المسؤول في وزارة الاقتصاد الوطني محمد الأستاذ إلى تدخلات وزارته في الرقابة على المنتج في الأسواق، وعلى المستورد، والفحوصات التي تجرى على العسل قبل تسويقه للاستهلاك.
ولفت الأستاذ إلى إتلاف طواقم الوزارة الميدانين للعسل الذي يثبت مخالفته للمواصفة الفلسطينية والأنظمة المعمول بها.
وعبّر عن استعداد وزارته للتعاون مع وزارة الزراعة والمؤسسات الزراعية من أجل الارتقاء بقطاع تربية النحل في قطاع غزة.