فلسطين أون لاين

​هل خدمت منظمة التعاون الإسلامي القدس؟

...
غزة - نبيل سنونو

"كمن يذهب للحج والناس يرجعون منه"؛ هذا هو مثل شعبي يرى نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، كمال الخطيب، أنه ينطبق على موقف منظمة التعاون الإسلامي التي اجتمعت بعد أكثر من أسبوعين من تصعيد الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على المسجد الأقصى في 14 يوليو/تموز الماضي.

أما نتائج هذا الاجتماع –الذي جاء بعد رضوخ الاحتلال للضغط الشعبي الفلسطيني- فلم تتعد الرفض والإدانة والاستنكار، دون مواقف فعلية تنصر المسجد الأقصى، كما يقول مراقبون.

ويوضح الخطيب، لصحيفة "فلسطين"، أن المنظمة اجتمعت بعد أكثر من أسبوعين على إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، وارتقاء شهداء وجرحى فلسطينيين، واعتقال عدد منهم، وتدنيس الأقصى، واصفا هذا الموقف من المنظمة بأنه "قمة الإسفاف والاستخفاف وانعدام الحيلة".

ويعتقد أن ما فعلته المنظمة ليس فقط عدم اتخاذ مواقف حقيقية، بل إنها "زادت الطين بلة عندما ذهبت لتشد على يد أبي مازن (رئيس السلطة محمود عباس) وكأنه هو صاحب الإنجاز وكأنه هو من بفضله فتحت أبواب الأقصى"؛ وفق تعبيره.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت في 14 يوليو/تموز الماضي، لأول مرة في تاريخ الأقصى منذ سنة 1969، إقامة صلاة الجمعة في باحات الحرم القدسي الشريف، وقرر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو آنذاك نصب بوابات إلكترونية وتركيب كاميرات مراقبة خارج الأقصى، قبل أن تتم إزالتها بفعل الضغط الشعبي الفلسطيني.

وفي نفس الوقت يرى الخطيب، أن القادة العرب الذين ادعوا أن فتح الأقصى كان بفضلهم، "ليسوا أهلا لهذا الإنجاز"، مبينا أن من فتح أبواب الأقصى "هم المقدسيون المرابطون".

ويُذكِّر بأن منظمة التعاون أنشئت كرد فعل على حريق الأقصى سنة 1969م، وعلى أساس أن يكون هناك إطار رسمي جامع يدافع عن قضايا الأمة.

ويتساءل: "ماذا أهم وأخطر من أن يُستباح الأقصى؟ فإن كانوا لا يستطيعون (منظمة التعاون) أن يؤدوا الدور فالأولى أن يحلوا أنفسهم وألا يحملوا هذا الشعار الكبير المتمثل بالتعاون الإسلامي"، معبرا عن اعتقاده بأنه "لا حاجة لمثل هذا الجسم مادامت لا تفيد بشيء مع الأسف".

ويوضح أن المطلوب من المنظمة التي تقوم على جهد دول وإمكانات مادية وعسكرية وسياسية وإعلامية تسخير كل ما تتطلبه قضية القدس والأقصى.

"مشلولة"

من جهته، شن رئيس لجنة القدس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد العمري، هجوما على منظمة التعاون الإسلامي، واصفا إياها بأنها "أصبحت أشبه ما تكون بالخشب المسندة".

ويقول العمري، لصحيفة "فلسطين"، إن هذه المنظمة تتبع سياسات الدول التي باتت تلهث وراء التطبيع مع "الكيان الصهيوني الذي شرد أمتنا واعتدى على مقدساتنا وحرماتنا".

ويضيف: "تركوا ثوابت هذه الأمة.. هذه المنظمة العرجاء للأسف ما عاد يوجد فيها من رجال.. لو كان هناك رجال في هذه المنظمة لكان عليهم أن يستندوا إلى المسمى الذي اتكأوا عليه وهو التعاون الإسلامي.. أين هو التعاون؟".

ويشير إلى أن من سمات العرب على مدار الأزمنة أن لديهم ثلاثة ثوابت هي نصرة المظلوم وإعانة الضعيف وإغاثة الملهوف، فأين هي منظمة التعاون من الشعب الفلسطيني الذين يعاني من الاحتلال؟

ويرى أن "بعض الدول ركنت الإسلام بقيمه وثوابته واعتمدوا على حسابات وبازارات سياسية.. هذه المنظمة للأسف أصبحت في عداد المؤسسات المشلولة التي هي تماما كالأنظمة التي باعت هذه الثوابت وتخلت عنها"؛ على حد قوله.

وردا على سؤال بشأن المطلوب من منظمة التعاون، يجب على الأخيرة أن تراعي قرارات كامل الدول الإسلامية، مبينا أنه لا تزال هناك دول إسلامية فيها الخير والدفاع عن قضية فلسطين.

ويتساءل عما إذا كانت منظمة التعاون تعتبر قضية فلسطين على رأس القضايا التي تهم ثوابت ومعتقدات ورسالة الأمة الإسلامية والعربية؟ مؤكدا أن الشعب الفلسطيني له حق وعلى رأسه المقدسات.

ويتابع: "أين هم من مسألة الأقصى؟ ألم تر أعينهم الاعتداء على المسجد وحصاره والسيطرة عليه لدرجة أن المصلين منعوا من إقامة الصلاة لجمعتين؟ أم تر أعنيهم ذلك؟ أم كانوا في سبات عميق؛ صم بكم عمي فهم لا يعقلون؟".

ويتمم بأن على المنظمة والغيورين فيها على ثوابت الأمة "أن يعودوا إلى رشدهم".

ويشار إلى أن المرجعيات الدينية في القدس المحتلة، حذروا أمس من عودة حالة التأزم إلى المدينة المقدسة مع استمرار سلطات الاحتلال في تجاوزاتها والاعتداء على حرية العبادة.

وقالت في بيان لها: "الاحتلال لا يزال يفكر بمنطق القوة والقهر" مضيفة أنه تنظر بعين الخطورة الشديدة لـ "استمرار العدوان الإسرائيلي الاحتلالي على المسجد الأقصى".