فلسطين أون لاين

تفاقم الأزمة الإسرائيلية الروسية يضع لابيد في عين العاصفة

مع تفاقم الأزمة بين الاحتلال وروسيا، تزداد الاتهامات الإسرائيلية الموجهة لرئيس الحكومة يائير لابيد، بسبب تعامله "الفظ" مع الرئيس فلاديمير بوتين، لأنه بذلك يهدد المصالح الإسرائيلية، ويواصل تعريض علاقاتها مع روسيا للخطر، مما قد يكلفها غاليًا، وهذا يجعله مسؤولًا شخصيًّا عن التغيير في سياسة تل أبيب تجاه موسكو، وما ستسفر عنه من عواقب وخيمة أحدثها هذا التغيير "المغامر". 

مع العلم أن لابيد بسياسته هذه تجاه روسيا يزعم بأنه "يضع نفسه في الجانب الصحيح من التاريخ"، لكن سلوكه، وفق منتقديه، يشير إلى جهله بتاريخ الدولة الروسية التي استطاع سلفه بنيامين نتنياهو خلال سنواته كرئيس للوزراء بين 2009-2021، أن ينشئ علاقات وثيقة معها.

تزداد القناعات الإسرائيلية بأن سياسة لابيد من شأنها أن تخسر دولة الاحتلال ما حصلته من روسيا في السنوات السابقة، من حيث الحصول على تعاطفها معها، والحفاظ على خياراتها الاستراتيجية، وحرية مهاجمة القواعد الإيرانية في سوريا، والمحافظة على هدوء الحدود الشمالية بفضل التفاهمات التي تمت مع بوتين، لكن لابيد يدير سياسته الحالية تجاه روسيا مثل "فيل دخل متجرًا للزجاج".

لابيد ينتهج سياسة يصفها خصومه بأنها "مغامرة طفولية"، قد تعرض إسرائيل للخطر، وتهدد علاقاتها مع روسيا، وهي القوة الإقليمية اليوم القادرة على الانتقام من الاحتلال الإسرائيلي بشدة، ليس فقط من خلال إغلاق مكتب الوكالة اليهودية هناك، في ضوء أن ردود الفعل الصادرة عن لابيد تؤكد أنه يتصف بعدم المسؤولية، وعدم النضج القيادي، وعدم رغبته في رفع الهاتف لبوتين استدرج سلوكًا انتقاميًّا واستفزازيًّا من قوة عالمية، وهذا أمر مقلق للغاية للاحتلال، وجزء من تدهور العلاقة.

ليس سرًا أن لابيد من خلال عدم حديثه مع بوتين يريد أن يرسل برسالة للغرب والولايات المتحدة، بأنه يدير سياسته تجاه روسيا بدبلوماسية موالية لهما، لكنه في الوقت ذاته يعلم أنه يمارس استفزازًا مناهضًا لروسيا، وهو نوع من إعلان حرب صغيرة، وإذا لم يفهم لابيد ذلك، فلا يستحق أن يكون رئيسًا للوزراء، على الأقل كما يتهمه بذلك خصومه السياسيون، مع العلم أن لديه سوابق بذلك حين أساء إلى بولندا من خلال الحديث بخطاب استعلائي في مسألة داخلية.

يتساءل الإسرائيليون دون توفر إجابات كافية لتساؤلاتهم: ماذا سيحدث لو زادت روسيا العقوبات على دولة الاحتلال بسبب ما يصفونه "غباء" لابيد، من خلال الحيلولة دون استمرار الضربات الإسرائيلية ضد الأهداف الإستراتيجية لإيران، أو مساندة الأخيرة في مفاوضات برنامجها النووي، أو منح سوريا مضادات دفاعية جوية لاستهداف الطائرات الإسرائيلية في أجوائها، أو محاولة كسر الاحتكار الأمريكي للملف الفلسطيني الإسرائيلي، والبحث عن موطئ قدم لها فيه؟