فلسطين أون لاين

بالصور الخمسينية "حزر الله" تحول بيتها إلى معرض للمطرزات التراثية

...
الخمسينية سحر حرز الله تحمل في يدها أحد أعمالها
غزة/ هدى الدلو:

استثمرت زوايا البيت وجعلتها تنطق بأعمالها الإبداعية في مجال التطريز الفلاحي واليدوي، وحياكة الزي الفلسطيني، لتحول واجهة منزلها إلى معرض للزي الشعبي.

الفلسطينية الخمسينية سحر حرز الله تجلس بين المكان المعلق على جدرانه أشكال مختلفة من الأعمال اليدوية الخاصة بالمطرزات كالإكسسوارات والأثواب والمعلقات وغيرها، وفي كل غرزة تحاكي صمود شعب في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول سرقة التراث الفلسطيني بكل أشكاله.

تقول لصحيفة "فلسطين": "منذ الصغر لدي هواية وشغف بممارسة التطريز اليدوي، وحاولت تطوير موهبتي بالالتحاق بالدورات بمجالات مختلفة، كالتدريب على تطبيق الغرز المختلفة في التطريز، وكيفية تشطيب الإكسسوارات المطرزة".

حرز الله (4).JPG
 

وفي حياكة سحر للمطرزات تحرص على استحضار الماضي الفلسطيني في المشغولات اليدوية دون أن تغفل عن مواكبة الموضة العصرية التي ترغب بها الفتيات والشابات.

وتقول إنها بدأت أعمال حياكة المطرزات منذ ثمانية أعوام بعد تدهور وضع عائلتها الاقتصادي في إثر مرض زوجها وعدم قدرته على العمل، "فقررت استثمار موهبتي وتحويلها إلى مشروع استثماري يمكن من خلاله توفير دخل للأسرة".

وتوضح سحر أنها اختارت فكرة التطريز ليكون مشروعا لإحياء التراث على مر الأزمنة، فهي من بدأت المسيرة وبالتأكيد سيكمل أحفادها من بعدها، إلى جانب حب الفلسطينيين وميولهم للتطريز واعتزازهم به.

واختارت سحر جزءًا من واجهة منزلها وحولته إلى معرض دائم بعدما تدمر محلها الخاص المجاور لبرج الجوهرة خلال الحرب العدوانية الأخيرة على غزة في مايو/ أيار من العام الماضي.
حرز الله (1).JPG
 

تقول: "أسوق من خلال هذا الركن في بيتي كل ما أصنعه من مطرزات وأغطية وسائد ومعلقات، لأن الوضع الاقتصادي لا يسمح باستئجار مكان جديد".

وتعمل سحر على تطريز أثواب بلمسة عصرية للفتيات في أعمار المراهقة من أجل جذبهم نحو هذا النوع من التراث الفلسطيني الذي يعد جزءا من الهوية الوطنية التي يجب الحفاظ عليها بدلًا من الركض خلف الموضة والأزياء التي لا أصل لها.

وتقول، إن فن التطريز الفلسطيني أحد أهم الفنون الشعبية التراثية المتوارثة، ورمز من رموز الهوية الفلسطينية، ولا يزال حاضرا بقوة بين الفلسطينيين رغم انتشار الملابس العصرية الجاهزة.

وتتابع حديثها وهي تكمل لوحة فنية لخارطة فلسطين بخيوط التطريز الملونة: "أفتخر بكل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني، ومن ضمنه الزي الفلسطيني الذي أسعى لأن أرسخه في عقول الأجيال القادمة حتى لا نسمح للاحتلال بسرقته".

وتشير سحر إلى أن الكثير من العائلات باتت تهتم بالمطرزات، وليست العائلات الفلسطينية أو في الداخل فقط، بل في الخارج أيضًا، وحتى بعض العرب، فهناك تواصل معها من مختلف الدول العربية التي تعمل على توصيل بعض الطلبيات الخاصة بالتطريز.

وتمكنت سحر من تسويق أثوابها وأزيائها إلى دول عربية وأوروبية من خلال صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتتمنى أن يصبح الثوب الفلسطيني علامةً مميزة حتى في الأسواق الأوروبية، وأن يحافظ الثوب الفلسطيني على مكانته، ويبقى موروثا يتناقل بين الأجيال.

حرز الله (2).JPG
 

ولا تقتصر في معرضها الخاص على التطريز وحياكة الأثواب بل أيضًا تستخدم التطريز في صناعة الإكسسوارات بشتى أنواعها: الخواتم والأقراط والعقود، وعمل الحقائب بأشكال وأحجام متنوعة، والمطرزات الجدارية.

وعلمت سحر زوجها المريض بالقلب والأمراض المزمنة التطريز، وكذلك ابنتها أسيل التي تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا لمساعدتها في المشروع، في محاولة منها للحفاظ على التراث الفلسطيني لتكمل المشروع من بعدها، ولتبقى المطرزات شاهدة على الهوية الفلسطينية ودليلا على أحقية الفلسطينيين بتراثهم الذي يحاول الاحتلال طمسه وسرقته.

وفي العام الماضي أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، فن التطريز الفلسطيني على لائحتها للتراث الثقافي غير المادي.