اعتقلت سلطات الاحتلال في جنين القائد في الجهاد الإسلامي بسام السعدي (٦١) عاما، وصهره، وعددًا آخر من المواطنين، وعدَّت هذا الاعتقال عملًا ناجحًا، وضربةً قويةً للجهاد وسرايا القدس في جنين وغزة ولبنان أيضًا.
وبزعم وجود ردات فعل عنيفة ومحتملة من الجهاد، ولا سيما في غلاف غزة نشرت سلطات الاحتلال قوات إضافية في مناطق الغلاف، ورفعت حالة التأهب والحذر، وأغلقت معبري كرم "أبو سالم" وبيت حانون، في خطوة استباقية لتحذير حماس والمقاومة من مغبة إطلاق صواريخ من غزة.
إغلاق معبر كرم "أبو سالم" التجاري، ومعبر بيت حانون أمام العمال والأفراد والمرضى بشكل مفاجئ لا يستهدف فقط التحذير، وإنما يستهدف أيضا التضييق على غزة، حيث تعاني الحكومة عجزًا ماليًا يمنعها من صرف رواتب الموظفين بنسبة ٦٠٪ في التوقيت المعتاد في الأسبوع الأول من الشهر. هذا يعني أن (إسرائيل) لا تتخلف عن إيقاع عقوبات جماعية على غزة كلما حك كوز المقاومة بجرة الاحتلال. ومن ثمة استنكرت مؤسسات حقوق الإنسان إغلاق المعبرين.
إن اعتقال القائد السعدي قد يفرح العدو لفترة، ولكنه بالتأكيد لن يقضي على المقاومة الفلسطينية في جنين وغيرها من البلدات الفلسطينية. اعتقال القادة مؤسف ومؤلم للتنظيم وللشعب الفلسطيني، ولكنه يهب حياة جديدة لقائد شاب جديد، يكون أقوى من أستاذه وسابقه في العمل، لأن القادة في المقاومة يلدون قادة بشكل متواصل. لقد قتلت (إسرائيل) صلاح شحادة، وإبراهيم المقادمة، وعبد العزيز الرنتيسي، والشيخ أحمد ياسين، ويحيى عياش، ولم تمت المقاومة بقتلهم، بل انتعشت المقاومة بدمائهم وإلهامهم، وخاضت غزة حروبًا عديدة بعد استشهادهم.
اعتقال السعدي مؤلم، ولكن السعدي ليس فردا في جنين، بل هو تيار وتنظيم قادر على استئناف العمل وتعويض الخسارة، وهكذا هي حياة المقاومة في فلسطين، كلما مات سيد قام سيد في مقامه أشد صولة منه.
إن إغلاق المعابر، وتشديد الحصار على غزة لمنع ردات الفعل من غزة لن يحققا للاحتلال أهدافه، وغزة تتصرف بإرادتها فيما تراه مناسبا في الوقت المناسب، ولن تمنح المقاومة الاحتلال صمتها جائزةً على اعتقال السعدي، أو خوفًا من التداعيات. الوضع العام يبعث على القلق، ولكن متى كان الوضع في غزة مريحًا دون قلق؟ اعتادت غزة نمط حياة لن يغادرها حتى تحقيق المقاومة أهدافَها.