فلسطين أون لاين

خاص أمجد أبو عليا.. وحيد والديه أعدمه المستوطنون

...
الشهيد أبو عليا
رام الله-غزة/ أدهم الشريف:

بالكاد استطاع نشأت أبو عليا (42 عامًا) تمالك نفسه والوقوف لاستقبال المعزّين باستشهاد نجله الطفل أمجد بنيران المستوطنين.

وعلى بعد خطوات، وتحديدًا في منزل العائلة الكائن في قرية المغير، شمال شرق مدينة رام الله، تبدو زوجته أمل نصر (36 عامًا) المحاطة بالمعزّيات أيضًا في ظروف غير طبيعية على الإطلاق، فمع أنّ نجلها رحل عنها، فإنها لا تكف عن السؤال عنه.

لم يصدق الوالدان أنهما فقدا ابنهما الوحيد أمجد (16 عامًا) بهذه السرعة، ولقد رحل دون رجعة تاركًا خلفه 3 شقيقات أكبرهن (13 عامًا)، وأصغرهنّ لا تتجاوز (9 أعوام).

وهيمن الحزن على الجميع في القرية بعد رحيل أمجد مُكررًا المشهد ذاته عندما فقدت القرية ذاتها عددًا من أطفالها قضوا بنيران قوات جيش الاحتلال والمستوطنين.

صباح الجمعة الماضية، 29 يوليو/ تموز الماضي، تجهّز عدد من أهالي القرية للمشاركة في فعالية سلمية مناوئة للاستيطان تنطلق بانتظام ضد مشاريع وخطط الاحتلال الهادفة إلى السيطرة على مزيدٍ من الأراضي الفلسطينية.

في منزل أبو عليا، الكائن بالقرية التي تواجه خطر الاستيطان، وتحديدًا عند الساعة العاشرة والنصف صباحًا، بدت الأوضاع على أنها كما يرام، إذ كان أمجد يجهز نفسه للفعالية التي اعتاد المشاركة فيها رغم صغر سنه.

كان أمجد يعرف حجم الخطورة التي يتعرض لها المشاركون في الفعالية رغم سلميتها، لكنه آثر على المشاركة كما اعتاد.

وعندما تجمّع المئات في المسيرة وفي مقابلهم عدد كبير من جنود الاحتلال، ظهر مستوطنون مسلحون وتقدموا صفوف الجنود وأطلقوا النيران ما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين، بينهم أمجد برصاصة في منطقة الصدر.

ويقول والد أمجد: "عندما خرج من البيت كنا نعرف إلى أين ذاهب، لكننا لم نتوقع أننا سنفقده كما فقدنا عليًّا من قبله".

وما بين إصابة أمجد واستشهاده نحو 3 ساعات حاول أطباء المستشفى الاستشاري في رام الله بقدر الإمكان علاجه لكن دون جدوى، بحسب والده.

وخلال فعالية سلمية مماثلة في إبريل/ نيسان 2020؛ قتل جنود الاحتلال الطفل علي أبو عليا (13 عامًا) بالرصاص خلال اقتحام قرية المغير وقمع مسيرة انطلقت احتجاجًا على بناء بؤرة استيطانية على أراضي بلدة كفر مالك القريبة من القرية.

ويسأل والد الشهيد؛ عن الذنب الذي ارتكبه علي وأمجد ليُقتلا بالرصاص وبدمٍ بارد، ويقول إنه لن ينسى جريمة الاحتلال بحق أطفال القرية مهما مرت السنين.

ويُحمّل والد الشهيد أمجد جيش الاحتلال والمستوطنين المسؤولية الكاملة عن إعدام نجله، واستنكر بشدة الصمت الدولي تجاه جرائم (إسرائيل).

وأمجد وعلي، ليسا الطفلين الوحيدين الذين قضيا برصاص الاحتلال في قرية المغير، إذ إنها فقدت أيضًا في سنوات مضت الأطفال ليث أبو نعيم (15 عامًا) سنة 2018، ومناضل أبو عليا (13 عامًا) وصقر النعسان (15 عامًا) خلال انتفاضة الحجارة 1987.

وكان 6 من شبان القرية استُشهدوا بنيران الاحتلال في السنوات الماضية، حسبما أفاد رئيس مجلس قروي قرية المغير أمين أبو عليا.

وأضاف لـ"فلسطين"، أنّ جنود الاحتلال والمستوطنين تناوبوا على إطلاق النيران واستهداف المشاركين في الفعالية التي أُصيب خلالها أمجد.

ونبَّه إلى أنّ هدف الاحتلال منذ وراء عمليات القمع وقتل الأطفال النيل من إرادة المواطنين في هذه القرية وترويعهم وتثبيت سياسة التهجير القسري.

"لكن لا يوجد أمامنا خيارات سوى الصمود على هذه الأرض" هكذا أضاف أبو عليا.