فلسطين أون لاين

مبارك ولكن...

أمس السبت الأول من المحرم ١٤٤٤ للهجرة دخلت فرحة النجاح إلى بيوت جلِّ طلاب غزة والضفة بمناسبة نجاحهم في امتحانات الثانوية العامة. نسبة النجاح هي نسبة معتادة لا عالية ولا منخفضة ٦٨٪‏، والدرجات التي حصل عليها الطلبة منطقية بشكل أفضل من نتائج العام الماضي، حيث اتهمت النتائج بأنها فوق المنطق، كنتيجة مباشرة لسهولة الأسئلة ومراعاة خاصة في التصليح، بسبب أوضاع وأزمة كورونا.

المتفوقون في مركز العشرة الأوائل احتفلوا مع ذويهم وأصدقائهم بنتائجهم الرائعة، ولكن غابت عن مشاركتهم الحكومة، والمؤسسات الداعمة والراعية، وكذا ممثلو الفصائل. اكتفت الفصائل حتى تاريخه بالتهنئة العامة والجماعية لهم ولسائر الناجحين، وكان من الجدير بمن ذكرت أن يحتفوا جيدًا بالعشرة الأوائل، وأن يقدموا لهم دعمًا ماليًّا، أو هدايا مادية، يفرحون بها، وتعبر عن تقدير الحكومة والفصائل والمؤسسات للتفوق والمتفوقين، لأن عائد التفوق في النهاية هو عائد وطني كما هو عائد شخصي للمتفوق.

إن صحيفة فلسطين اليومية تقدم تهانيها للناجحين والناجحات، وتخص بالتهنئة المتفوقين من العشرة الأوائل وتتمنى لهم حياة جامعية مفعمة بالنجاح والتفوق، وتتمنى لمن لم يحالفهم الحظ الإكمال بنجاح في الدور الثاني. وبهذه المناسبة تشكر الصحيفة المعلمين والمعلمات لدورهم التربوي والتعلمي في تنشئة جيل فلسطيني متعلم، وتشكر وزارة التربية والتعليم، ومديريتها بغزة التي نجحت في إتمام عام دراسي جيد.

التفوق في الثانوية والنجاح هو أول الطريق لمواصلة طريق العلم والتخصص والنجاح في الجامعات، ورسم مستقبل الأفراد والوطن على السواء، فبالعلم تنهض الأمم وتقوم الحضارات، وفي هذا الطريق الطويل الممتع يجدر ألّا يدخل الإحباط إلى أيّ من طلابنا الأعزاء لقلة فرص العمل المتوفرة للخريجين، فهذا شيء طبيعي في مجتمع فلسطيني هو الأعلى في المجتمعات العربية في الدراسات الجامعية، وهنا أود أن أذكر الطلبة بسنن من قبلنا من الصالحين أنهم كانوا يطلبون العلم للعلم وللآخرة، ولا يطلبونه للوظيفة، وكانوا يأكلون من تجارتهم أو بما بيدهم من حرف وصناعات، لذا غلبت عليهم ألقاب حرفهم:  كالسكافي، والسكاكي، والجزار، والوراق وغيرها. العلم شهادة، والعلم ثقافة، والعلم منزلة، والعلم وظيفة وراتب، فإذا قلت فرص الوظيفة بقيت المنازل الأخرى، التي لا تقل أهمية عن الوظيفة. مبارك للجميع.