فلسطين أون لاين

تقرير "اليد الآلية".. مشروع يحمل بارقة أمل لذوي الإعاقة

...
اليد الآلية
الخليل-غزة/ مريم الشوبكي:

نجحت الطالبتان سارة ادعيس وبراءة اسعيد من جامعةِ بوليتكنك فلسطين بالخليل في تنفيذِ مشروع يد آلية، يُتحكم فيها بواسطة الرؤية الحاسوبية، ومن شأنِ هذه اليد تخفيف الأخطار واختصار الوقت وضيق المكان في مختلف المجالات.

واليد الآلية هي مشروع تخرج للمهندستيْن ادعيس واسعيد من كلية تكنولوجيا المعلومات وهندسة الحاسوب، وتهدفان إلى استخدامها على نطاق واسع في مصانع المواد الخطرة، وكذلك يمكن أن تكون يدًا بديلة للأشخاص الذين يعانون بترًا في إحدى اليدين.

سهولة ويسر

تقول المهندسة اسعيد (23 عامًا): "أصبح استخدام "الروبوتات" شائعًا في الوقت الحاضر على مستوى العالم، وتحل محل الإنسان خاصة في الأماكن الخطرة، ومن هنا نبعت فكرة ابتكار اليد الآلية".

وتضيف: "يُتحكم في هذه اليد عن بعد بواسطة الإنترنت، بوضع يد المستخدم أمام الكاميرا، التي تحلل حركاته ومن ثم تُرسل لليد الآلية لتقوم بمحاكاة الحركة".

وتلفت اسعيد إلى أن اليد الآلية التي ابتكرتها مع زميلتها يمكن استخدامها بسهولة ويسر، دون الحاجة إلى لبس قفاز يُترجم إيماءات اليد، كما حال كثير من الروبوتات، "فبمجرد وضع اليد أمام الكاميرا تُترجم الحركات".

وتبين أن المشروع ينقسم إلى قسمين كل منهما في موقع مختلف، يتواصل القسمان مع بعضهما بعضًا عبر الإنترنت، في القسم الأول يضع المستخدم يده أمام الكاميرا، وتُحلَّل الإيماءات لإنشاء تعليمات تُرسل إلى الذراع الآلية الموجودة في القسم الآخر.

أما القسم الثاني، فيوجد فيه ذراع آلية تحتوي على خمسة محركات يُتحكم فيها بواسطة متحكم دقيق، لتتحرك بالتوافق مع إيماءة المستخدم المرسلة، كما يوجد فيه كاميرا لتزويد المستخدم بالتغذية الراجعة حول الحركات التي تقوم بها الذراع الآلية.

وتذكر أنه باستخدام كاميرات الفيديو، فإن "اليد" تدرس المناطق المحيطة بها قبل التخطيط لتحركاتها، وفي قاعدة البيانات الخاصة بها، تجد الإجراءات الصحيحة لإكمال المهمة بنجاح.

دقة اليد

وبدورها، تحدثت زميلتها ادعيس (22 عامًا) لـ"فلسطين" عن الصعوبات التي واجهتها في أثناء تنفيذ المشروع: "لم يكن من السهل توفير القطع اللازمة لتنفيذ المشروع، فقمنا باستيراد اليد الصناعية من الخارج وبرمجناها بما يناسب فكرتنا، وننتظر وصول غيرها من قطع الغيار من الخارج، وتطلب برمجة بعض القطع مجهودًا كبيرًا منا".

وتنبه إلى أن استخدامات اليد الآلية لا تنحصر في الأماكن الخطرة والضيقة، بل يمكن لمن يعاني بترًا في إحدى يديه استخدامها، فمثلًا يمكن لمن فقد يده اليسرى أن يستعملها بديلًا لها، فتستقبل حركات اليد اليمنى وتترجمها، كرغبة الشخص بحمل كوب ماء، أو تقليب كتاب.

وتطمح المهندستان لرفع درجة دقة اليد الآلية من 80% حاليًّا إلى 100%، بزيادة عدد الحركات والإيماءات، وتحويلها إلى ذراع آلي يمكنه التحكم في أشياء أكثر.

وتسعى ادعيس وزميلتها لتطوير اليد الآلية لتصبح نظامًا مبسطًا عبر الهاتف المحمول دون الحاجة إلى وجود الحاسوب المحمول، أو بواسطة أي نظام يضمن وجود متحكم وكاميرا.

وتلفت إلى أنهما تتطلعان إلى الاستكمال في تطوير الابتكار ونشر ورقة علمية به، في المجالات العلمية العالمية.

وتختم ادعيس: "إنْ تمكنا من تقليد البراعة البشرية، سنتمكن من تصور قدرة الرجل الآلي على العمل مستقلًّا في ظروف خطرة، كالمجالات النووية أو عالم الفضاء، وسنتمكن أيضًا من استخدامه في مساعدة كبار السن أو الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يحتاجون إلى رعاية ومرافقة".