فلسطين أون لاين

ماذا يعني فقدان (إسرائيل) أمنها البحري؟

جهاز الأمن الإسرائيلي متخوف من استهداف الملاحة البحرية للكيان الإسرائيلي، وليس منصات الغاز فقط؛ ما يعرض 99% من واردات الكيان التي تصل عبر البحر للخطر.

إذ كشف موقع واللا العبري بأن موانئ فلسطين المحتلة عام 48 تستقبل 5900 سفينة سنويا، 53% منها تصل إلى ميناء حيفا الذي أصبح مهدداً من حزب الله على خلفية التوتر الناجم عن فشل المفاوضات غير المباشرة حول حقوق التنقيب عن الغاز في حقل (القرش - كاريش).

المسؤولون الأمنيون في الكيان يحذرون من تأثر إمدادات الغذاء؛ إذ يصل 90% من القمح الذي يستورده الكيان المحتل عن طريق البحر؛ إلى جانب 300 ألف سيارة سنويا محملة على سفن.

البحر شريان حياة الكيان الإسرائيلي مهدد بالانكشاف الإستراتيجي؛ ورغم أنه استنفر آلة الحرب الإسرائيلية بمناورات وتدريبات لا تكاد تنقطع لمواجهة التهديدات لكن دون فائدة؛ فاقتراح قادة جيش الاحتلال وضع سفينة "لاهاف" بشكل شبه دائم بالقرب من منصة حقل (القرش/ كاريش) التي تقدمت شركة هاليبرتون الأمريكية مؤخراً بعرض لبدء العمل فيها لن يمنع من تجميد النشاط الإسرائيلي في المنطقة البحرية خشية مواجهة غير مضمونة النتائج والأبعاد قد يمتد أثرها إلى الموانئ لرئيسية والملاحة البحرية.

القلق الإسرائيلي من فاعلية جيش الاحتلال لا يقتصر على البحر بل يمتد إلى البر؛ إذ نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" تقريرا يكشف ضعف جاهزية القوة البرية للاحتلال في مواجهة حزب الله أو أي قوة برية؛ محملة المسؤولية لرئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي الذي أثبت عدم كفاءته طوال السنوات الثلاث التي تولى فيها منصبة.

صحيفة "إسرائيل هيوم" أوردت في تقرير لها أن كوخافي "عندما تولى رئاسة الأركان قبل ثلاث سنوات ونصف، كان مجهّزا بمجموعة من الأفكار المبتكرة، التي كان الغرض منها تحسين قدرة الجيش البري على تقرير الحرب القادمة؛ ومع ذلك؛ وقبل أشهر قليلة من انتهاء فترة ولايته رئيسًا للأركان، أكد العديد من الضباط، وخاصة في الخدمة الدائمة، وجود فجوة كبيرة بين الأفكار والواقع على الأرض، حيث إن كل ما قام به كوخافي هو إنشاء العديد من المعسكرات والمقرات، على حساب الاستعدادات العملياتية، التي تعاني مشكلات خطيرة".

حسابات الحرب الإسرائيلية تزداد تعقيداً بعد أن كشف وزير الحرب في الكيان الإسرائيلي بيني غانتس أمس، الثلاثاء، في مؤتمر نظمته القناة 13 الإسرائيلية، إن بطارية روسية من طراز s-300 أطلقت قبل شهرين (أيار/ مايو الماضي) صواريخ لأول مرة على طائرات إسرائيلية في سوريا؛ مسألة تتم مراجعتها مجددا وبشكل جدي بعد التوتر في العلاقات الدبلوماسية بين الكيان المحتل وروسيا على خلفية موقف الاحتلال الإسرائيلي من الحرب الأوكرانية وتولي لبيد لرئاسة الحكومة وحظر روسيا عمل الوكالة اليهودية مؤخرا.

 حسابات تزيدها تعقيدا تحذيرات الأمين العام حسن نصر الله يوم أمس الاثنين للكيان عقب الحديث عن إمكانية العمل في حقل كاريش بالقول "لا يوجد هدف إسرائيلي، في البحر أو في البر، لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة".

 يمكن القول بأن الكيان الإسرائيلي يواجه صعوبات وتحديات جدية ومتراكمة سياسيا وعسكريا في أعقاب تنظيم خمس انتخابات للكنيست في أقل من 3 أعوام وفشل تراكمي لقيادة جيش الاحتلال البرية والبحرية التي يقودها رئيس الأركان أفيف كوخافي؛ الذي فشل في تطوير أداء جيش الاحتلال وزيارة فاعلية.

صعوبات تدفع لطرح تساؤلات جادة حول تبجح قادة الاحتلال بقدرتهم على بناء تحالفات وحماية مياه الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب والسيطرة الجوية على فضاء غرب آسيا؛ في حين أن الكيان المحتل عاجز عن ضمان حماية منصة تنقيب في البحر لا تبعد 80 كم عن مدينة حيفا المحتلة.

ختاما.. كيف لقادة جيش الاحتلال وساستهم التحدث عن قوة فعالة وتحالفات إقليمية؛ في حين أنهم متشككون في قدرتهم على ضمان إمدادات الغذاء والطاقة والتجارة الخاصة بهم عبر البحر؛ والتي توفر 99% من احتياجاتهم؛ سؤال موجه في الآن ذاته للمتحمسين للتحالف والتطبيع مع الاحتلال بحجة الأمن والحماية والتجارة؛ وهي أوهام وسراب لا أساس له على أرض الواقع حضاريا وإستراتيجيا.