كشفت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عثر في قرية نزلة عيسى، قرب جنين شمالي الضفة الغربية، على قاذفة استخدمت في إطلاق صاروخ بدائي الصنع، تجاه مستوطنة "شاكيد"، وأوضحت أن عملية الإطلاق "كانت فاشلة.
ما كشفته هيئة البث الرسمي للاحتلال أكدته صور مسربة تداولتها مواقع فلسطينية تظهر ورقة بجوار القاذفة كتب عليها "كتيبة العياش، إطلاق صاروخ قسام 1 على مغتصبة شاكيد، الأربعاء 24 مايو/أيار 2023، والقادم أعظم" علمًا بأن المسافة التي قطعها الصاروخ لم تتجاوز الـ3 أمتار لصاروخ دون رأس متفجر، ما يؤكد أنها تجربة تقع في إطار عملية تطوير لم تنتهِ بعد.
التجربة وإن لم تتكلل بالنجاح التقني إلا أنها مثَّلت نجاحًا أمنيًا واستخباريًا فلسطينيًا لتقدم بذلك رسائل مهمة للاحتلال الإسرائيلي تؤكد تسارع عملية تطوير المقاومة في الضفة الغربية لأدواتها، سواء بالعبوات الناسفة الجانبية شديدة الانفجار، أم بالتجارب الصاروخية، ما يعني أن الضفة الغربية تسير على خطى المقاومة في قطاع غزة، لتطوير قدراتها في مقاومة الاحتلال ومواجهة انتهاكاته اليومية.
الأهم من ذلك أن تجربة إطلاق الصاروخ في الضفة الغربية ما كان لها أن تتحقق دون توافر حاضنة شعبية للمقاومة توفر الإمكانات والموارد للمقاومة للاستمرار والتطور، فإجراءات الاحتلال وحالة الاستنفار التي سبقت وتبعت التجربة، والتنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال والمبادرات الأمريكية والإقليمية لفرض الهدوء لم تنجح في وقف مسار المقاومة المدعومة بحاضنة اجتماعية قوية تتسع وتتعاظم في تأثيرها على حساب نهج السلطة القائم على سياسة التنسيق الأمني، الذي لم يحقق للفلسطينيين أدنى شروط الأمن أو النماء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.
ختامًا
أكدت التجربة الصاروخية للمقاومة في الضفة الغربية اتساع الأفق السياسي والعسكري للمقاومة اتساعًا جعل منها الفاعل الأساسي الذي يقرر مستقبل الضفة الغربية، مقابل فشل أجندة الاحتلال وسياساته التي باتت دون أفق سياسي أو أمني في الضفة أو القطاع أو أراضي الـ48، كما أكدت التجربة الصاروخية على تواضعها التآكل المضطرد في مكانة السلطة برام الله، ونهجها القائم على التنسيق الأمني والاستخباري، وفشل السياسات الأمريكية الإقليمية القائمة على التهدئة وتجاهل الحقوق الفلسطينية.