فلسطين أون لاين

تقرير "العجمي" و"قشقار" مسجدان أثريان لا تنقطع العبادة فيهما

...
مسجد قشقار- أرشيف
غزة/ مريم الشوبكي:

تزخر البلدة القديمة شرق مدينة غزة بالعديد من المعالم الأثرية التي تعود إلى العصر المملوكي، ومن بين تلك المواقع مسجدا "العجمي" و"قشقار" اللذان غديا معلمين أثريين لا تنقطع العبادة فيهما.

فإلى جوار المسجد العمري الذي يعود بناؤه إلى نحو ثلاثة آلاف عام، يقع مسجد الشيخ عثمان قشقار الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى السابع والعشرين من رجب لعام 620هـ/ 25 أغسطس 1223م، كما تظهر قطعة رخامية على مدخله.

وتبيّن المسؤولة في وزارة السياحة والآثار ناريمان خلة أن "قشقار" مسجد قديم فيه بيت كبير للصلاة وإيوان وساحة، ومدفون بداخله الشيخ المذكور وقد اشتهر أنه من العجم، وللناس فيه اعتقاد حسن، وله دكانان وداران وربع فرن وقيراط بساقية الجرن، وأن الذي بنى هذا المسجد رجل بهذا الاسم ألباني الأصل.

وتلفت مديرة متحف قصر الباشا إلى أنه إضافة إلى مسجد عثمان قشقار يوجد مسجد الشمعة الواقع شمالي حيّ الزيتون ويبعد عنه بضعة أمتار فقط، وكذلك مسجد كاتب ولاية الأثري، الملاصق لكنيسة برفيريوس الأثرية.

وتنبه خلة إلى أنه نظرًا للعمر الزمني الطويل لمباني المساجد الأثرية، تتعرض حجارتها وعناصرها المختلفة للتآكل بسبب العوامل الجوية والاستخدام المستمر.

عزل القبر

وفي هذا السياق، يبين مسؤول المشاريع بمركز عمارة التراث "إيوان" محمود البلعاوي أن لمسجد قشقار قيمة تاريخية ودينية مع استمرار الصلاة فيه منذ تأسيسه سنة 625 هجرية على يد أحد الأتراك ويدعى الشيخ عثمان قشقار.

وحتى عام 1990 ضم صحن المسجد قبر الشيخ قشقار إلى أن تمّت التوسعة وعزل القبر عن فراغ الصلاة.

ويقول البلعاوي لـ"فلسطين": إن المسجد يؤرخ لنظام الوقف حيث كان له أوقاف يسيرة هي: دكانان، وداران، وربع فرن وقيراط بساقية الجرن.

ويلفت إلى أن مسجد قشقار يعد من أصغر المساجد الأثرية في البلدة القديمة، ويتكون من ثلاثة طوابق هي طابق أرضي وطابقين علويين، ويحتل الجزء الأثري النصف الشرقي من الدور الأرضي فقط، ويليه الجزء الذي وُصِل بالتوسعة التي أقيمت عام 1990م.

ويذكر البلعاوي أن الطابقين الأول والثاني بنيت حديثًا لتحفيظ القرآن الكريم وللدورات التدريبية والدروس الدينية، ويتكون الجزء الأثري من عقود كبيرة الحجم ومحراب في رواق القبلة. 

ويذكر أن أعمال الترميم الأثرية تمت للمرة الأولى عام 2016 وشملت إزالة الأضرار الواقعة على المبنى من رطوبة وأملاح ومعالجة للشقوق والمشاكل الإنشائية وإزالة القصارة الإسمنتية التي تؤثر سلبيًّا على الواجهات الحجرية الأثرية.

"جامع الصيحاني"

في حين يقع مسجد العجمي بالقرب من حمام السمرة، وقد عُرفَ هذا المسجد عند أهل الحي باسم جامع "العجمي الصيحاني"، وقد سُمي بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ محمد العجمي؛ الذي أقام به واتخذ له زاوية بهذا المسجد.

وتوضح خلة لـ"فلسطين" أن الشيخ العجمي عمّر المسجد وزاد فيه بيت الصلاة الشرقي حتى صار زاوية في ذلك المسجد، كما أضاف إليه مساحة من الساحة التي كانت خلفه والتي كانت وقفاً لآل رضوان بعد أن سمح له أهل الوقف بذلك من غير مقابل.

وتشير إلى أنه وبعد دراسة أسلوب تنفيذ كتابات أحد النصوص الكتابية الموجودة والذي يحمل اسم الشيخ محمد العجمي فهو يعود للقرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، وبذلك يُفهم أن الشيخ محمد العجمي قد توفي قبل هذا التاريخ، وأن هذا المسجد كان قائماً قبل عام 749هـ/1346م، وحمل اسمه وتوفي ودفن به.

وتلفت خلة إلى أن المسجد كان فيه إيوان وساحة متسعة وكانت تقام فيه الصلوات ثم اتُّخذ مكتبًا لتعليم الأولاد وبداخله حجرة صغيرة فيها قبر الشيخ العجمي.

وتنبه إلى أن المسجد هجر وخُرِّب في الحرب العالمية الأولى، وأخذ قسم من ساحته للشارع ثم بنت الأوقاف جداره وبابه وجدد البناء والداخل من أهل الخير وقد ضبطته المعارف وهو ينتظر إتمامه وإحياءه.