فلسطين أون لاين

خبيران: حديث غانتس حول جنوده الأسرى لإرضاء عوائلهم و"تل أبيب" تماطل بإجراء صفقة تبادل

...

أكد خبيران أن تصريحات وزير جيش الاحتلال بيني غانتس حول جنوده الأسرى في قطاع غزة، جاءت لإرضاء عوائل الجنود ومجتمع المستوطنين، الذي بات يشعر بتقصير واضح من قبل حكومته التي تماطل بإجراء صفقة تبادل مع حركة حماس.

وكان غانتس أكد في مقابلة أجرتها معه قناة "كان" العبرية، أمس الإثنين، أن "حكومته تتعامل مع قضية الأسرى والمفقودين في غزة طوال الوقت، لكن لم يتم إحراز أي تقدم بعد".

وقال: "أعتقد أن الأسرى يتلقون رعاية طبية، لأن حماس معنية بإبقائهم على قيد الحياة، ونحن بحاجة لأن نرى أنه ستكون هناك صفقة كاملة، لإعادة الجنود الذين أرسلناهم إلى قطاع غزة في رأيي، وهذا مهم للغاية وسنسعى جاهدين من أجله"، على حد تعبيره.

ويرى المختص في شؤون الأسرى عبدالناصر فروانة، أن "تصريحات غانتس جاءت لإرضاء الشارع الإسرائيلي، تزامنا مع الإعلان عن مسيرة لأهالي الجنود الأسرى يوم الجمعة المقبل، للمطالبة باستعادة أبنائهم المحتجزين في غزة، وقبيل الانتخابات الإسرائيلية".

وأضاف فروانة لـ"قدس برس"، أن "(إسرائيل) تسعى دوما لاستعادة جنودها، وتبذل جهدا كبيرا لتحقيق ذلك، والحوارات لم تتوقف طوال السنوات الماضية بوساطة مصرية، ولكن المشكلة بأنها ليست مستعدة للتبادلية ودفع استحقاقات استعادة مواطنيها، لهذا تراهن على الوقت مع المراوغة، ويتزامن مع ذلك جهد استخباراتي كبير وكثير من الضغط ومحاولات المساومة والابتزاز".

وأضاف أن "(إسرائيل) لم تستخلص الدروس من قضية الجندي الأسير جلعاد شاليط، وما زالت تراهن على الوقت لاستعادة جنودها دون ثمن يذكر".

وشدد على أن "حركة حماس حريصة على معاملة المحتجزين لديها بإنسانية، وهناك تجربة شاليط خير مثال، ومن ناحية ثانية هي حريصة بالفعل على حياتهم وإبقائهم على قيد الحياة، حتى تنتزع ثمنا يلبي تطلعات الأسرى، بعكس (إسرائيل) التي لا تحترم قواعد القانون الدولي في معاملتها للأسرى الفلسطينيين وتتعمد إيذاءهم وإهمالهم طبيًا".

وقال: إن "على (إسرائيل) أن تعي جيدا أن لا عودة لجنودها إلا في إطار التبادلية، وفي الوقت الذي تبدي فيه استعدادها لدفع استحقاقات الصفقة، فإن الجانب الفلسطيني سيكون جاهزا لإتمام الصفقة في اليوم التالي".

وتابع فروانة، أن "الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، وعلى المجتمع العبري، أن يدرك أن حكوماته هي السبب في تأخير عودة الجنود الإسرائيليين".

وأشار إلى أن "حركة حماس تقدمت بمبادرات عدة وأثارت الموضوع مرارا، وقد حدث اختراق في بعض محطات المفاوضات، ولكن التقدم لم يستمر بسبب التعنت الإسرائيلي".

التهرب من المسؤولية

ومن جهته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي عادل ياسين، إن "تصريحات غانتس لم تخرج عن إطارها المعهود، فهي تكرار لتصريحات وتعهدات سابقة، تجسد حقيقة عجز الأجهزة الأمنية استعادتهم بالعمل العسكري وفشلها في الحصول على معلومات عن أماكن احتجازهم على مدار 8 سنوات متتالية".

وأضاف ياسين لـ"قدس برس"، أن "تصريحات غانتس تمثل وسيلة للتهرب من المسؤولية ومواصلة خداع العائلات بأن الحكومة الإسرائيلية تواصل العمل لإعادتهم في إطار صفقة شاملة".

واعتبر أن "حالة عدم الاستقرار في الساحة السياسية الإسرائيلية ستكون عائقا رئيسيا لإتمام أي صفقة تبادل قادمة، لاسيما وأن عائلات الجنود الأسرى، وخصوصا عائلة الضابط هدار جولدن، لا تزال متمسكة بوهم تغيير المعادلة، وتحويل أسر الجنود من إنجاز إلى عبء على المقاومة، بما يعني اشتراط تخفيف الحصار عن غزة وترميمها مقابل إعادة الجنود في إطار إنساني".

التجربة القاسية

وأشار إلى أن "هناك معيقات أخرى تمنع التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، إحداها التجربة القاسية التي مر بها الكيان عقب إتمام صفقة شاليط؛ التي اعتبرها الكثير من المحللين والمسؤولين كارثة بالنسبة لـ(إسرائيل)، اضطرت خلالها للتفاوض غير المباشر مع تنظيم تصفه بالإرهابي، والرضوخ لشروط المقابلة من خلال الإفراج عن ألف و27 أسيرا مقابل جندي واحد، كان في غزة، وهي سابقة في تاريخ الكيان".

وقال ياسين، إن "أي صفقة تبادل تتطلب توفر ثلاثة شروط أولها حراك وضغط العائلات على الحكومة لدفع الثمن، وهو ما لا يتوفر حتى اللحظة، وحكومة مستقرة قادرة على اتخاذ قرار جريء وحاسم، لكن ذلك صعبا بل شبه مستحيل في ظل حالة عدم الاستقرار في الحلبة السياسية، وثالثا جمهور داعم ومساند لحراك العائلات، إلا أن تفاقم حدة الانقسام في الشارع الإسرائيلي سيشكل عائقا آخر أمام إتمام أي صفقة قادمة".

وكانت "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة حماس قد أعلنت أنها تحتجز أربعة من جنود الاحتلال منذ العام 2014، مؤكدة أن "الإفراج عنهم لن يتم دون دفع الاحتلال الثمن، ولن يروا النور قبل أن يراه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال".

المصدر / وكالات