ودعت نابلس شهيدين من خيرة أبنائها قتلهم الاحتلال الإسرائيلي خلال اشتباك مسلح استمر نحو ثلاث ساعات، استخدم فيه جيش الاحتلال الطائرات المسيرة والمستعربين وأسلحة متنوعة في مواجهة شباب المقاومة الفلسطينية في مدينة نابلس جبل النار.
الاشتباكات المسلحة بين المقاومة والمحتل الاسرائيلي في مناطق الضفة الغربية غابت لفترة طويلة ولكنها عادت بقوة وبدأت تتوسع، حيث بدأت في جنين ثم نابلس ومناطق أخرى في الضفة، إلى جانب عمليات إطلاق نار تستهدف نقاطًا إسرائيلية وكذلك عمليات الرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة وعمليات الطعن والدهس، فضلًا عن تنفيذ عمليات مسلحة داخل الأراضي المحتلة عام 48 كما حصل في (تل أبيب) وغيرها.
عقارب الساعة لا تعود إلى الخلف ولذلك نتوقع أن تشتد وتيرة العمليات بمختلف أشكالها، وهذا يشير إلى أن جيش الاحتلال فشل فشلًا ذريعًا في إخماد جذوة المقاومة في الضفة الغربية، وكذلك فشلت كل مخططات (إسرائيل) بالتعاون مع أمريكا وما يسمى بالمجتمع الدولي وأطراف عربية بالقضاء على المقاومة في الضفة الغربية وغزة بذريعة محاربة "الإرهاب"، فالمقاومة في قطاع غزة أصبحت خارج حسابات التصفية، وليس هناك قوة قادرة على نزع سلاح المقاومة في غزة ولا حتى وقف تطورها، والضفة الغربية تسير بذات الاتجاه وإن كانت الإمكانات الحالية لا تقارن، إلا أن الضفة لديها الكثير من المزايا التي لا تتوفر في قطاع غزة وتسعى فصائل المقاومة لاستغلالها، وما تشهده الضفة الغربية دليل على وجود عمل منظم تقف خلفه بعض فصائل المقاومة إلى جانب العمليات الفردية التي ربما لا يكون للفصائل الفلسطينية علاقة بغالبيتها.
قبل فترة وجيزة انتشر خبر زيادة تسليح المستوطنين في الضفة الغربية من جانب جيش الاحتلال الاسرائيلي، الخبر كان بمثابة " نكتة" في الشارع الفلسطيني لأن الفلسطيني لا يرى أي اختلاف بين قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال، فكلهم مسلحون ولديهم أوامر بتنفيذ عمليات القتل بدم بارد وكلهم لديهم حصانة من المساءلة، ولكن جيش الاحتلال لم يقصد من ذلك الخبر إضحاك الشعب الفلسطيني بنكاته وإنما قصد إرهاب الفلسطينيين وتخويفهم أكثر، وكذلك قصد ضخ المزيد من الدعم النفسي لقطعان المستوطنين لأن الضفة الغربية تتجه لأن تكون بيئة غير مناسبة للاستيطان، لذلك أقول إن زيادة تسليح المستوطنين بل وزيادة عددهم وعدد المستوطنات في الضفة الغربية لن يثبتهم في القدس أو في الضفة الغربية، وإذا تصاعدت عمليات المقاومة في الضفة الغربية وهذا هو المتوقع فإننا سنرى المستوطنات خاوية على عروشها كما كان الأمر في السابق حيث كانت عشرات المستوطنات تخلو من السكان تمامًا، كما أن سقوط أول صاروخ من قطاع غزة في الحرب السابقة على المستوطنات في القدس أكد أنه لا بقاء للمستوطنين في الأراضي المحتلة عام 1967، وهذه هي النهاية الحتمية للمستوطنات وللاحتلال الإسرائيلي على كل شبر من فلسطين.