فلسطين أون لاين

هكذا جاءت أساليب الاحتلال القمعية في القدس "بنتائج عكسية"

...
قوات الاحتلال تعتدي على المصلين في منطقة باب الأسباط (أرشيف)
القدس المحتلة / غزة - رنا الشرافي

تعددت الإجراءات القمعية التي اتخذها الاحتلال الإسرائيلي ضد المقدسيين، بهدف تشتيت شملهم، وثنيهم عن الحضور للاعتصام أمام البوابات الإلكترونية التي كانت منصوبة أمام مداخل المسجد الأقصى.

وتفاوتت هذه الأساليب، خلال أسبوعي الاعتصام الأخيرين، بين اعتقال وضرب بالهراوات، ومنع من التصريح للإعلام، إضافة إلى الإبعاد عن المدينة المقدسة، والغرامات المالية، وغيرها من الإجراءات، لكن ناشطين مقدسيين يقولان: إن هذه الأساليب الاحتلالية، لم تنجح في مساعيها بل جاءت بنتائج عكسية لما يريده الاحتلال، إذ زادت عدد المرابطين أمام بوابات الأقصى.

وكانت قوات الاحتلال أزالت جميع البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة التي نصبت مؤخرا عند مداخل الأقصى.

ويؤكد الناشط والمحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، أن الاحتلال الإسرائيلي شن حرباً على المقدسيين في القدس المحتلة، سعى من خلالها إلى قلب الأوضاع في المدينة وحل عقد المقدسيين المرصوص حول الأقصى.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "إن أكثر فئة تم قمعها من قبل الاحتلال هم الصحفيون الذين ينقلون الحدث للعالم، عبر وسائلهم المختلفة، ناهيك عن استخدام الرصاص الحي والمطاطي، وضرب المقدسيين حتى تسيل دماؤهم".

ويشير إلى استهداف الاحتلال القيادات المحلية والمجتمعية المقدسية، وإبعادهم وعدد من الناشطين عن المسجد الأقصى لمدة تصل إلى شهرين، منبهاً أن الإبعاد قد يكون إلى خارج القدس المحتلة أيضاً.

ويبين أن الاحتلال فرض غرامات مالية باهظة على عدد من النشطاء المقدسيين للحد من حالة الغليان الشعبي إزاء انتهاكاته ضد الأقصى.

وعن مدى تأثير هذا الكم من الاجراءات العقابية على المقدسيين، يجيب عبيدات: "إن المقدسيين جربوا كل أنواع التنكيل حتى أصبحت لديهم مناعة ضد إجراءات الاحتلال القمعية وأن عدد المعتصمين أمام بوابات الأقصى رغم القمع كان في ازدياد"، لافتا إلى أن قضية القدس تمس عمق العقيدة الإسلامية فلسطينياً وعربياً.

لا تنازل

بدوره، يوضح الناشط المقدسي فخري أبو دياب، أن الاحتلال مارس كافة الوسائل القمعية وخاصة استخدام قنابل الغاز وانتهاك الأقصى باقتحامه بفرق الخيالة، ورش المتظاهرين بالمياه العادمة وغيرها من الإجراءات القمعية.

ويقول أبو دياب، لصحيفة "فلسطين": "أصيب عدد من المعتصمين بطلقات رصاص حي ومطاطي والذي تسبب في إصابة العشرات من المتظاهرين"، مشدداً على أن بطش الاحتلال بالمقدسيين كانت تقابله زيادة في عدد المعتصمين أمام بوابات الأقصى.

ويتابع: "الاحتلال مارس التشويش على المصلين أثناء أداء صلواتهم وحاول إشغالهم عنها"، مشيراً إلى أن المقدسيين لم يتراجعوا عن اعتصامهم أمام بوابات الأقصى إلا بإلغاء كافة إجراءات الاحتلال التي اتخذها منذ 14 يوليو تموز الجاري وخاصة الكاميرات الداخلية والخارجية والكاميرات الذكية".

ورفض الفلسطينيون إجراءات الاحتلال الأخيرة في القدس، ورأوا أنها ترمي إلى تغيير الوضع القائم في المدينة.

وواجهت قوات الاحتلال الاعتصامات المقدسية والمسيرات الاحتجاجية بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مقدسيين على الأقل، وإصابة المئات خلال أيام الاعتصام.