ماذا يعني تسلل إعلامي يهودي من القناة الإسرائيلية (١٣) إلى داخل مكة المكرمة، وبث رسائل إعلامية منها لصالح القناة الإسرائيلية؟
بداية نقول: إن مكة وبها بيت الله الحرام محرمة على غير المسلمين، ولا يجوز شرعا أن يجتمع فيها مع دين الإسلام دين آخر. الحكم الفقهي له قيمة عليا بين المسلمين، ويصبح الحكم حادا إذا كان الانتهاك متعمدا.
تصريحات الصحفي اليهودي تتحدث بصراحة عن تعمد التسلل، والاختباء وراء اللغة الإنجليزية في محادثته مع من ساعده على التسلل، ومع من قابلهم من المواطنين السعوديين. القناة (١٣) قدمت اعتذارا على الهواء للمسلمين، لأن مخالفة الصحفي لحكم الشريعة الإسلامية، وللقانون والنظام السعودي فيه ما يثير غضب المسلمين.
الغضب سجله مواطنون سعوديون وغير سعوديين من خلال وسائل الإعلام الجديد، وهو غضب لا يقف عند حدود الشريعة والمخالفة الفقهية، بل يتعداها إلى السياسة وقضايا التطبيع، والمكر الإسرائيلي، والفوضوية اليهودية، وأحلام اليهود بالعودة لخيبر والمدينة، كما تدعو الأساطير الصهيونية الحاكمة للثقافة الصهيونية الحديثة.
تسلل صحفي قناة (١٣) المتعمد ليس التسلل الأول ولا الأخير، ولكنه الأول الذي حظي بتغطية إعلامية، وباعتراف رسمي من القناة (١٣). ويمكننا القول إن هناك حالات تسلل كثيرة وقعت في مواسم الحج وغير مواسم الحج، ولكن دون إعلام، لذا يجدر بالمهتمين النظر والبحث في هذه الزاوية، وكشف الغايات والأهداف، وإحكام آليات المنع احتراما للشرع.
قلنا في مقالات سابقة إن التداعيات السلبية للتطبيع مع (إسرائيل) ستضر بالمواطنين في الخليج، لا على مستوى مخالفة الأنظمة والقوانين، وأحكام الشريعة، بل على مستوى الأمن وشبكات التجسس، والاختباء خلف الجوازات الأجنبية واللغة الإنجليزية لإخفاء الهوية.
الإسرائيلي رجل عنصري، وفوضوي، ولا يحترم القوانين، (وبيخاف ولا بيستحي) ومن ثمة تعدد اغتيالات الموساد لشخصيات عربية وفلسطينية على أراضي البلدان الأوروبية خلافا لقوانين هذه البلاد، ولمفهوم الحصانة الدبلوماسية، وربما تعاني العواصم الخليجية هذه التصرفات الفوضوية، والتصرفات المتعمدة، ذات التوجيهات الاستخباراتية، وما يصاحبها من مفاسد. لذا ننصح أهلنا في الخليج والمملكة بالعودة عن التطبيع لأن ضرره بهم شبه مؤكد. وعند أهل فلسطين الخبر اليقين، ولهم مع كل خبر قصة وقصة، والكيِّس من استفاد من تجربة غيره. اللهم احفظ مكة وصن حرمتها بحفظك.