فلسطين أون لاين

معابر فلسطين والكرامة الغائبة

استقبل الكيان الإسرائيلي قبل أعوام قرابة 5 ملايين سائح في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48؛ أي بمعدل 13 ألف سائح يوميا، ويمر من خلال مطارها وطرقها الأخرى أضعاف هذا العدد من الإسرائيليين والفلسطينيين، ولم نسمع عن وجود أي أزمة، ولكن في مناطق السلطة الفلسطينية التي تحتفل سنويا بيوم الاستقلال يعاني الفلسطينيون على معبر أريحا عند خروجهم أو دخولهم من الأراضي الفلسطينية، حيث إن المعبر أو الجسر لا يستوعب مرور أكثر من بضعة آلاف من المسافرين، وفي الأزمة الحالية ينتظر البعض ثلاثة أيام من أجل العبور عن طريق الجسر إلى الضفة الغربية. 

وما دام أن هذا المشهد حاضر في الحالة الفلسطينية لا يمكننا الادعاء بأن لنا دولة، لا يمكننا الاحتفال بيوم الاستقلال، وهناك معاناة على المعابر، وهذه المعاناة لا بد أن تنتهي وأن تكون على سلم أولويات قيادة السلطة لإنهائها.

إلى جانب معاناة الانتظار والتعب والإرهاق التي يعانيها الفلسطينيون سواء في الضفة أو غزة عند خروجهم من فلسطين هناك الاستغلال المادي الذي يواجهه المغادرون، فالذي يغادر الضفة يدفع ضريبة مغادرة عن نفسه، كما يدفع أجور مواصلات عالية فضلا عن أجور نقل الحقائب وغيرها من المدفوعات التي تشعرك أنك لست في نقطة حدودية وإنما في "حلابة"، ولا تؤخذوننا على هذا الوصف ولكنها الحقيقة، فالكل يريد أن يبتزك لأنك فكرت أن تخرج في رحلة ترفيهية أو أنك اضطررت إلى رحلة علاجية أو دراسية.

نحن ليس لدينا دولة مستقلة حتى لو اعترفت ألف دولة باستقلالنا، فتلك الاعترافات مجرد أكاذيب نتلهى بها ما دمنا لم نحرر أرضنا ولم نملك السيادة على كل شبر فيها، فضلا عن تحسين وضع المعابر على حدودها، ومن المضحك أن يسمى معبر الكرامة ولا كرامة للفلسطيني فيه، واستراحة مثل استراحة أريحا تذكرك بيوم الحشر.